باسم نحلة فنان جنوبي تفجرت «ثورته» بين الإنتفاضة والجائحة!
صدى وادي التيم – فن /
تحت تصنيف التصانيفأحدث الأخبار، الرئيسية، خاص شارك عبر فيسبوكشارك عبر تويتر نشأ باسم نحلة ابن حي السراي الشعبي في النبطية، في بيت وبيئة جارفة في حبها للفنان والرسام الفلسطيني ناجي العلي والقضية الفلسطينية،
وعلى صدح اغاني فيروز ومارسيل خليفة وزياد الرحباني وآخرين على مذياع متواضع في احد اركان بيت العائلة.
في سيرة الفنان نحلة التي ما تزال في منتصف طريق العمر معارض ومئات اللوحات “والبوسترات”،
التي انجز منها على مر سنة من انتفاضة 17 تشرين اكثر من مئتي بوستر عن الثورة في كل لبنان، وقبضة الثورة في النبطية ،حيث كان واحدا من الثائرين والمنتفضين فيها ضد القهر والحرمان والتسلط. وربما كانت كنية “نحلة”مرتبطة بخصال النحل الذي لا يهدأ بحثا عن لثم الازهار لكي تعطي عسلا صافيا.
قبضة ثورة النبطية من تصميم باسم نحلة وعلى ما يبدو فأن باسم نحلة قد انتمى فعلا الى هذه المزايا ،فلا يوفر جميلا الا ويلتقطه سواء بعدسته او قلمه او ريشته او محفار صغير يترك ندوبا ظاهرة في الخشب وأحيانا في الحجر. باسل نحلة يرى ان الثورة لم تخذله وما زالت البوصلة للخلاص من سلطة الفساد والافقار ويعكف نحلة في منزله في النبطية خلال فترات الحجر والاقفال المتعاقبة بسبب وباء الكورونا على انتاج تحف فنية صغيرة ابتكر تصميمها بذاته ،مستفيدا من خبرته على مر عقود من ممارسة كل اشكال الفنون الهادفة والملتزمة، انطلاقا من قناعاته الفكرية التي تربى عليها في بيت والديه وجديه ،مفاخرا بأن جدته قد دخلت السجن على خلفية مشاركتها في انتفاضة مزارعي التبغ الشهيرة في مطلع السبعينات في النبطية .
تحمل رسومات “بوسترات” نحلة وكذلك المحفورات والصور نهجا متماهيا مع مبادئ انتفاضة 17 تشرين، التي يحلو له ان يطلق عليها “ثورة” فيجسد فيها القبضات والزناد والرايات الحمراء ومحارث الفلاحين وشخصيات، مثل تشي غيفارا وفلاديمير لينين وزياد الرحباني والشيخ امام وسواهم. من لوحات باسم نحلة وفر الحجر والابتعاد عن الناس وحتى عن خيم الانتفاضة في كفرمان والنبطية وغيرهما وقتاً كافيا ومتعة في صفاء الاعمال والاشغال، التي صارت لا تعد ولا تحصى في حديقة منزله التي تحولت الى متحف متعدد الموجودات. شخصية رافضة وبحسب نحلة فان “شخصيته الرافضة للظلم والانتماء للمواطنة تكونت وتبلورت اكثر في فترة انتمائه الى اتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني وكشافة التربية الوطنية ،ثم نشأته على رسومات الفنان ناجي العلي، فدفعه هذا العشق اللا محدود الى رسم مئة لوحة عرضها في الجامعة اللبنانية في صيدا ،وايضا مشاركته في معارض اخرى في قصر الاونيسكو والمجلس الثقافي للبنان الجنوبي ومعرض صور خاص عن اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات لبنان. من لوحات باسم نحلة اهم رفيق وانيس لباسم هي آله التصوير التي يتفنن من خلالها في التقاط الصور، وخاصة انشطة وفعاليات ساحتي كفرمان والنبطية وصولا الى ساحات صيدا ورياض الصلح، مخزنا في ذاكرتها شيبا وشبانا لم يغيبوا يوما عن الساحات. من لوحات باسم نحلة الثورة بالنسبة لباسم “لم تخذله وما زالت البوصلة للخلاص من سلطة الفساد والافقار ،ولكن ما خذله الاحزاب التي تسمي نفسها وطنية وأشخاص ركبوا موجة الثورة كمن يركب بقطار”.
المصدر : حسين سعد – جنوبية