مستشفيات النبطية “مفوّلة”…ومصابة: “نطرنا حدا يموت ليتأمّن سرير لزوجي،
تحت عنوان “مستشفيات النبطية: “بدّك تنطر مصاب يموت لتحصل على تخت”” كتب رمال جوني في نداء الوطن:
“بدك تنطر مصاب يموت لتلاقي تخت بالمستشفيات”، هذا ما آل اليه الحال في مستشفيات النبطية، فأقسام كورونا “مفوّلة” والإصابات التي تزحف نحو أقسام العناية كبيرة. منذ الأمس تنتظر ريما في قسم الطوارئ في مستشفى راغب حرب الجامعي، بعد تدهور حالها بشكل كبير. حالها حال كثر في حين لعب الحظ مع فادي بأن حظي بسرير فقط لأن أحد المصابين قد توفّى. نعم بات المصاب ينتظر مصاباً آخر ليموت حتى يحظى بسرير. تبكي فاطمة وهي تردّد: “تخيّل نطرنا حدا يموت ليتأمّن سرير لزوجي، مشهد صعب ومؤلم”. بحرقة تقول: “زوجي حظي بسرير ولكن أنا وضعي يتدهور قد لا أجد مكاناً للعلاج، صعبة إنك تحسّ حالك عم بتموت وما في مين يداوي ألمك”.
دخلت أقسام “كورونا” منطقة الخطر، وبات من الصعب جداً إيجاد سرير، الكلّ على لائحة الإنتظار “وإنت وحظّك”، خصوصاً وأنّ نسبة المصابين التي تحتاج علاجاً داخل المستشفى كبيرة في ظل موجة “كورونا” القاتلة. كل إصاباتها الجديدة تتدهور حالهم ومعظمهم إما بحاجة الى جهاز تنفّس أو علاج سريع لوقف تدهور مفاصل الجسد، وفي الحالتين وحده المصاب يدفع الثمن.
قبل أيام أعلنت إدارة مستشفى راغب حرب الجامعي عن عدم قدرتها إستيعاب المزيد، فالقسم الذي يضمّ 31 سريراً بينها 18 سرير عناية فائقة “ممتلئة”، ما يعني أنّ ناقوس الخطر الصحّي بدأ يدقّ، والوضع من سيّئ الى أسوأ.
مع تزايد أعداد الاصابات اليومية داخل القرى، كان لافتاً تدهور حال معظمهم، وحاجتهم الى سرير عناية داخل المستشفى، وفي ظلّ الوضع المأسوي الراهن، ذهب البعض للبحث عن أجهزة تنفّس منزلية، توفر عليه مشقّة البحث عن سرير، لم يعد بالإمكان الحصول عليه بسهولة، إذ تشير المؤشّرات الصحّية الى أنه في حال تدهورت صحّة المصابين في ظلّ الوضع الراهن فإن الصورة ستكون سوداوية. ويتخوّف كثر من إرتفاع عدّاد الإصابات في الأيام القادمة نتيجة الزحف غير المبرر الى السوبرماركت وعدم اتّخاذ المسافات الآمنة.
منذ ساعات الصباح تبحث سماح عن جهاز تنفّس لابنة شقيقتها، ولكن من دون جدوى، فقدت جميعها من الأسواق نتيجة ارتفاع الطلب عليها، وبات من الصعب تأمين واحدة مستعملة، ما يدلّ على أنّ الوضع بخطر شديد.
صرخة المستشفيات بدأت تعلو، ومعها صرخة المصاب ايضاً الذي يقبع تحت رحمة الوجع وغياب المسكّنات، فمعظم الادوية المخصصة لعلاج “كورونا” باتت إمّا مفقودة أو تباع على سعر السوق السوداء، وهو امر بدأ يصرخ منه المصاب نفسه الذي لم تكفه أوجاع “كورونا” الا وعليه تحمّل “كورونا” الفساد في قطاع الدواء ايضاً. لا ينكر أحد الصيادلة في منطقة النبطية أنّ معظم الأدوية إختفت، بعضها ناجم عن التخزين والبعض عن تقنين تسليم الدواء من الشركات، وما يقلقه أنه بات عاجزاً عن بلسمة آلام أي مصاب، خصوصاً وأنّ العوارض التي تصاحب المصاب هذه الأيام فتّاكة”.
توازياً، واصلت منطقة النبطية التزامها بقرار الاقفال الصحّي الطارئ، غير أنّ اللافت كان زحف المواطنين الى البلديات للإستحصال على رخصة تنقّل في الطرقات، تحت مسمّيات الضرورة، واللافت أكثر هو أنّ معظمهم يضعون كمّاماتهم على أعناقهم، وكأنّ البلاد ليست في حالة طوارئ صحّية، ولا في حالة حظر تجوال، وفي النهاية “الحقّ على البلا مخّ”.