عصر “ما بعد كورونا”.. الصين تتجاوز أميركا كأكبر إقتصاد عالميًا بحلول 2028

 

صدى وادي التيم – إقتصاد/

لا يتردد الرئيس الاميركي دونالد ترامب عن وصف فيروس كورونا المستجد بـ”فيروس الصين” (the china virus) في تغريداته وتصريحاته، وفي حين يبدو موقف ترامب “مؤامراتيًا” بإمتياز، إستطاع المعسكر المؤيد له تسجيل نقطة ضد المعسكر المناهض، بعد تقرير صدر عن “مركز أبحاث الإقتصاد والأعمال”، والذي توقع أن الصين ستتجاوز الولايات المتحدة لتصبح أكبر اقتصاد في العالم عام 2028، وذلك قبل خمس سنوات مما كان متوقعا فيما يرجع إلى تباين تعافي البلدين من جائحة فيروس كورونا.
ماذا في التفاصيل؟
وذكر المركز في تقرير سنوي نشره أنه “لبعض الوقت، كان صراع الاقتصاد والقوة الناعمة بين الولايات المتحدة والصين من الموضوعات الرئيسية التي تهيمن على الاقتصاد العالمي”، مضيفًا أن “جائحة كوفيد-19 وتداعياتها الاقتصادية تجعل هذا التنافس يميل بالتأكيد لصالح الصين”.
واعتبر التقرير أن “مهارة” الصين في إدارة الجائحة وما فرضته من إجراءات عزل عام صارمة في بدايات الأزمة وتأثر النمو على الأمد الطويل في الدول الغربية يعني أن أداء الصين الاقتصادي قد تحسن.
وتتوقع الصين نموا اقتصاديا متوسطه 5.7 في المئة سنويا بين 2021 و2025 قبل ان يتباطأ إلى 4.5 في المئة سنويا من 2026 إلى 2030، في حين يتوقع أن تسجل الولايات المتحدة نموا قويا في أعقاب الجائحة عام 2021، فإن نموها سيتباطأ إلى 1.9 في المئة سنويا بين 2022 و2024 ثم إلى 1.6 في المئة بعد ذلك.
أين أخطأت الولايات المتحدة؟
مع بداية الجائحة، أصر ترامب أن بلاده بمأمن من الفيروس، وحالة الإنكار هذه أوصلت الولايات المتحدة لتحتل اليوم الكرتبة الأولى عالميًا من حيث عدد الإصابات، بحسب إحصاء لـ”رويترز”.
ويوجه قسم كبير من الرأي العام الأميركي أصابع الإتهام في ما آلت إليه الأمور إلى إدارة ترامب، حيث أن الأخيرة أقدمت على تطبيق عدد من السياسات غير المنطقية، بينها:
مقارنة معدلات الوفاة مع الدول الأخرى: كان ترامب قد قارن معدلات الوفاة في دول أخرى مع معدلات الوفاة في الولايات المتحدة، زاعماً بأن الأخيرة أقل بكثير، لكن المقارنات بين الدول ليست عملية بسيطة، حيث توجد أساليب مختلفة في الإبلاغ عن البيانات الخاصة بفيروس كورونا، فالولايات المتحدة لديها أعلى عدد لحالات الإصابة وأعلى عدد إجمالي للوفيات المسجلة من أي دولة في العالم.
إبطاء عمليات إجراء الفحوص الخاصة بفيروس كورونا: أعلن ترامب في تجمع إنتخابي مناصريه أنه طلب من فريقه إبطاء عمليات إجراء الفحوص، واصفًا عملية إجراء الفحوص بأنها “سلاح ذو حدين”، وقال إن زيادة الفحوص يمكنها أن تعطي انطباعاً مبالغاً به عن ارتفاع في حالات الإصابة.
فعالية عقار الملاريا: في مايو/ أيار الماضي، أعلن ترامب أنه يتناول العقار المضاد للملاريا “هيدروكسيكلوروكواين” كإجراء احترازي ضد الإصابة بمرض كوفيد-19، مع أنه لا يوجد دليل على أن هذا الدواء يمكنه محاربة الفيروس. ونصح ترامب بشكل متواصل باستخدام هذا الدواء، رغم رفض الخبراء و إدارة الغذاء والدواء الأمريكية له.
منع تمويل مراكز التحكم بالأمراض والوقاية منها: إدعى الرئيس المنتخب جو بايدن أن ترامب حاول منع تمويل مراكز التحكم بالأمراض والوقاية منها، وهي هيئة حكومية مسؤولة عن الصحة العامة في الولايات المتحدة، بعد خلافات معها حول الإرشادات المتعلقة بالإغلاق والإجراءات الأخرى.
مصير كبرى الإقتصادات
توقع المركز أن تظل اليابان ثالث أكبر اقتصاد في العالم حتى بدايات العقد الثالث من القرن الحادي والعشرين قبل أن تتخطاها الهند، الأمر الذي يهوي بألمانيا من المركز الرابع إلى الخامس، بينما ستتراجع بريطانيا، بحسب التقرير، إلى المركز السادس اعتبارا من 2024.
ومع ذلك، وعلى الرغم من الضربة التي ستتعرض لها بريطانيا في عام 2021 مع خروجها من السوق الموحدة للاتحاد الأوروبي، كان من المتوقع أن يكون الناتج المحلي الإجمالي البريطاني بالدولار أعلى بنسبة 23 في المئة من فرنسا بحلول عام 2035، بسبب تقدم بريطانيا في الاقتصاد الرقمي متزايد الأهمية.
هذا ومن المرجح أن يظهر تأثير الوباء على الاقتصاد العالمي في ارتفاع التضخم وليس تباطؤ النمو، كما يتوقع أن يشكل إرتفاع معدل الفوائد حديا للحكومات التي اقترضت بشكل كبير لتمويل استجابتها لأزمة كوفيد-19.

المصدر:  ميرنا سرور – مجلة “بلو فورس”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى