النازحون السوريون قنبلة معدة للتفجير ..من يشعل الفتيل – بقلم مفيد سرحال
احراق مخيم النازحين السوريين في المخيم رقم 9 في بحنين/عكار سقطة غير سوية أسقطت كالرقم 9 القيم الانسانية ومعها المشاعر الاخوية الى الصفر..
مشهدية مقززة مستفزة بهمجيتها وقساوتها ، تركت ندوبا”عميقة في النفوس والنصوص والتاريخ والجغرافيا وكل معاني الاخوة،وأشعلت غضبا” محموما”بحجم غيمة خريفية حبلى وخيمة عراها اللهب ،بصرف النظر عن الاسباب والافعال وردودها خاصة في منطقة اهلوها منبت النخوة والكرم والفروسية.
لا شك ان الحادثة بنت ساعتها كما يقال حصلت في لحظة هياج غريزي وانفلات من عقال الحكمة والاتزان لكنها بأبعادها وتداعياتها محفوفة بالمخاطر والاعطاب النفسية والاعتمالات النافرة، وستؤسس حكما لاستجابات واحقاد وتحديات سيما وانها غير معزولة عن سياقات مدرجة ضمن الاهداف القريبة والبعيدة لقضية النزوح والتي جرى تحويلها الى ورقة وظائفية على مستوى الصراع الدائر في المنطقة يتم تحريكها وتحريرها من ستاتيكو الهدوء الظرفي المصطنع في المواقيت المناسبة عندما تنضج الخطط المركبة وهنا بالتأكيد يجب عدم اغفال او نسيان المطبخ الانكليزي الخبير بخلفيته الاستعمارية بشؤون وشجون شعوبنا ومذاقاتها واساليب دس السم في دسمها والذي خطط للافادة من ملف النزوح الى اقصى الحدود بالامن والسياسة واللعب الديمغرافي النشط وقدم للامم المتحدة مقترحات الدمج في بيئات النزوح وادغام النازحين في المجتمعات بغية الحاقهم التدريجي بالكيانات الجديدة ما يفسح المجال للعبث الديمغرافي واستدراج عروض الاحتراب المذهبي خاصة في الساحة اللبنانية وتلاوينها الشائكة .
السؤال الكبير الذي يطرح نفسه راهنا :ماذا لو دفعت مثل هذه الاحداث بطريقة او باخرى سيما وانها تكررت في اكثر من منطقة الى عسكرة مخيمات النزوح عبر تمويل وتسليح ممنهجين وزجهم في تجليات الخلاف السياسي اللبناني ؟؟؟ واستطرادا الصراع الاقليمي.
نعم سؤال ملحاح يجب ان يتنبه له اللبنانيون على مختلف مستوياتهم ومشاربهم وانتماءاتهم وولاءاتهم خاصة وان 95 بالمئة من النازحين يعيشون اسوأ صور البؤس تحت خط الفقر وما ينوف عن 500 الف منهم من اصل (مليون وخمسماية الف) لا يتلقون المساعدات من الامم المتحدة اما المستفيدون فيحصلون على الليرة اللبنانية من المصارف حسب سعر المنصة المحددة من الدولة اي 3900 ل ل .والسؤال الملحاح ايضا ماذا لو انفجرت هذه المخيمات تحت وطأة الفقر والعوز والمرض وصقيع الشتاء والاحداث والاشكالات القاهرة المتنقلة والتي بتنا نشك بانها مفتعلة وهادفة وتحولت تحت وابل التعبئة الى عبوات مجتمعية انتحارية لا تلوي على شيء بعد ان خنقتها التعديات والاستفزازات التي لا تخلو من عنصرية بغيضة والمعيشة المتهالكة البائسة اليائسة التي لا تليق بالآدميين؟؟؟ وبالتالي الحوادث المتنقلة بمثابة تهيئة المسرح للمسلخ!!!
نعم الخطر داهم وما يخطط له العقل الانكليزي البارد يدفع للرعب والذعر والقلق المشروع مما هو آت، واستنبات تنظيمات وامارات داخل المخيمات حتما” جزما” سيغدو اسهل منالا واقل تعقيدا …
فيا حكام لبنان الاشاوس نحن نعلم ان الاميركي وذيله الاوروبي ومعه الصهيوني يمسكون بأزمَّةِ هذا الملف وانتم عاجزون مستسلمون لمضخة ترامب الضاغطة على انفاسكم .
لا تريدون الذهاب الى الشرق لرفع السكين الاقتصادي عن رقابنا بوقفة عز سيادية فهمنا… والله فهمنا…. وفهمنا انكم امام دوروثي شيا كالنساء العاجزات تتعرون وتتعرقون .. وفهمنا انكم تلبون كل الشروط صاغرين ،لكن هذا الملف سيدمر لبنان ويحرق كل خيم الأمان فيه ولن تبقى خيمة فوق رأس أحد …،
بربكم اذا كنتم راغبين في انقاذ البلد اذهبوا الى سوريا متكاتفين متضامنين وانزلوا عن كاهلكم عقدكم النفسية والمذهبية والطائفية وارتباطاتكم وارتهاناتكم وشعاراتكم الانسانية الخادعة المخادعة ، ومن سيتماهى مع الموقف الغربي سيبقى غارقا في الالتباس ويغدو كمن يلحس المبرد وسينزف حتى الموت ..اسقطوا الفيتو الاميركي قبل ان يسقط الهيكل فوق رأس الجميع، ناقشوا الدولة السورية حول هذا الملف واسعوا جاهدين لاعادة الاخوة النازحين اليوم قبل الغد وسوريا جاهزة لطي الملف ووضع آلياته التنفيذية السريعة ..
نعم لقد تجاوزنا برأيي في قضية النزوح واشكالاتها المثل اللبناني (أول الرقص حنجلة) للأسف لقد دخلنا في خضم صخب ( رقصة الدبكة).
الصحافي مفيد سرحال.