لقاء الأحزاب القومية يحيي ذكرى الإستشهادية سناء محيدلي

صدى وادي التيم – لبنانيات /

بدعوةٍ من لقاء الأحزاب القومية تمّ إحياء ذكرى العملية الإستشهادية لعروس الجنوب سناء محيدلي بطلة عملية باتر، حيث دعا كل من الحزب السوري القومي الإجتماعي وحزب الإتحاد والحرس القومي العربي والمرابطون وحزب التيار العربي للإحتفال بهذه المناسبة في مسرح المدينة في الحمرا بحضور رئيس الحزب السوري القومي الإجتماعي الأمين ربيع بنات، ممثّل حركة حماس في لبنان الدكتور أحمد عبد الهادي، نائب رئيس المجلس السياسي في حزب الله الحاج محمود قماطي، أمين عام حزبِ الاتحاد النائب حسن مراد، أمينِ عامِ حركةِ الناصريين المستقلّين –المرابطون العميد مصطفى حمدان، رئيس حزب التيار العربي شاكر برجاوي، أمينِ عامِ الحرسِ القومي العربي أسعد حمود، الوزير الدكتور علي حيدر، رئيس وأعضاء من المجلس الاعلى ومجلس العمد في الحزب السوري القومي الإجتماعي، ممثلي الأحزاب ، ممثّلي السفارات، وعوائل الشهداء.

وقد ألقى رئيس الحزب الأمين ربيع بنات كلمة جاء فيها:

أيّها الحضور الكريم
نقِف اليوم في بيروت بيروت المقاومة، بيروت التي واجهت الاحتلال بالسلاح والحصار بالصمود، والتطبيع بالفعل والكلمة نقِف اليوم في بيروت لنُحيي ذكرى سناء محيدلي تلك الفتاة التي أنارَت شعلة في الجنوب فأضاءَت بها طريق أمة بأكملها.

سناء محيدلي ليست صفحة عابرة في كتاب التاريخ، بل هي صفحة كَتبَت بـالدم صفحةً أبرزَت معنى أن تكون المقاومة فعلاً واعياً وفعلاً أخلاقياً و إنسانياً ووطنياً كانت أول من قال لنا أن القوة لا تُقاس بالسلاح وحدَه بل بالإرادة التي لا تتزحزح والكرامة التي لا تُشتَرى.

سناء ليست فقط عروس الجنوب، بل هي أيقونة حقيقية للمقاومة هي القرار و الوعي والإنتماء..

في ذكراها و من هنا من بيروت، بيروت خليل عز الدين الجمل، بيروت خالد علوان وكل الشهداء، تؤكّد أنّ ما قامت به سناء محيدلي لم يكن فعلا فردياً، بل تأسيساً لمرحلة وتكريساً لمنطق أنّ المقاومة إرادة وقرار فكري قبل أن تكون عملاً ميدانياً.

الحضور الكريم

كما زرعَت سناء فكرتَها في قلوبِنا، فإنّ اللحظة التي نعيشُها تفرِض علينا أن نحصِّن هذه الفكرة وأن نَحيمها وأن نحمَلَها إلى أجيالٍ لا تعرف ثقافةَ الأإستسلام من هنا تبرُزُ أهميّة العلاقة العضوية بين الحزب السوري القومي الإجتماعي والقوى القومية العربية ليست هذه العلاقة ترفاً سياسياً، بل هي قاعدة صلبة تقِف في مواجهة مشاريع التفكيك و التطبيع الفكرية والسياسية وهي إطار مهم يحمي الوعي من الغرق في مستنقع الهزيمة والرضوخ والإستسلام.

هذا التلاقي القومي ليس فعلاً شكلياً، بل هو ركيزة مشروع وطني حقيقي في لبنان مشروع يواجه الاحتلال، ويصون الدولة، ويتابع مسيرتَه يداً بيد مع المقاومة الإسلامية في معركة مشتركة ومفتوحة ضد العدو الصهيوني، العدو الذي لا يزال التهديد الاوّل والأخطر لأمتنا كلّها.

الحضور الكريم

إنطلاقاً مما سبق، نؤكّد على أحقيّة لبنان والمقاومة في الحفاظ على عناصر القوّة ونعني بذلك السلاح. هذا السلاح الذي دونه كنّا لنرى كل لبنان مدمّر، نؤكّد أيضاً على أهميّة وضرورة مواجهة كل أشكال التطبيع مع العدو، هذا العدو الذي يحاول جرَّنا الى لقاءات ولجان واجتماعات قد تصبح مستقبلاً حالةً طبيعية ومقبولة و قد يسوّق لها لتصبح مطلوبة ومرغوبة. ونؤكّد أخيراً على الأمر البديهي في العمل الوطني ألا وهو رفض الاحتلال والعمل على تحرير الأرض.

على هذه التأكيدات الثلاث نبني نحن في الاحزاب القومية ، وبالتحالف السياسي الوثيق والعميق مع حزب الله وقوى المقاومة ، مشروعَنا السياسي، القائم على دولة المواطنة المقاومة.. هذا المشروع، والذي سنخوض بناء عليه الانتخابات النيابية المقبلة ، يَرسِم بوضوح هوية لبنان الذي نريد ، مع لبنان الذي لن يكون منصةً يُحكِمُ من خلالِها الكيان الصهيوني الطوق على فلسطين بل دولة قوية تمارس الردع بوجه العدو ، وتكون صاحبة أفضل العلاقات مع محيطها العربي، وتعمل على بناء دولة لا طائفية تُجهِض مشروع التقسيم المستمر ، وتر قض الكانتونات مهما كان شك لها ..

وعليه، نجدّد رفع الصوت في سبيل إقرار قانون للانتخابات ، يقوم على لبنان دائرة واحدة دون قيد طائفي، وهنا لا نطلب نحن المستحيل ، بل نطالب بتطبيق اتفاق الطائف بكامل بنوده…

هذا في لبنان ، أما في فلسطين، فالعالم يشاهد المجازر بصمت، ويتابع عمليات حرق الفلسطينيين أحياء .. ما يحصل في فلسطين يعيدُنا إلى النقطة الأساس لإجتماعنا اليوم ، وهي المقاومة.. وما يحصل في فلسطين اليوم ، يؤكّد صوابية ما فعلته من لبنان، فجبهة الإسناد ليست بحساباتِها العملانية فقط، بل بمواقفها المبدئية.. فتحية لروح الشهيد البطل السيد حسن نصر الله، والتحية لشهداء الاسناد ولشهداء العدوان الذي طال لبنان كل الشهداء من جميع قوى المقاومة الذين لم ولن يتركوا فلسطين، ونحن اليوم نؤكّد ونقول : فلسطين جزء لا يتجزأ من بلادنِا، ونحن لن نترك فلسطين…

شكراً لمشاركتِكم لنا هذه الذكرى شكراً للأحزاب القومية، شكراً لحركة حماس وشكراً للحضور الكريم والشكر كل الشكر لحزب الله الذي كان دوماً الى جانبِنا.

كلمة حركة حماس ألقاها الدكتور أحمد عبد الهادي تقدّم فيها بالشكر للأحزاب القومية على إقامة هذه الفعالية على أهميتِها والحاجة إلى استحضارِها في تلك الظروف التي تمرّ بها منطقتُنا، معتبراً أنّ إسم سناء محيدلي لن يموت ولن يُنسى فهي قد مثّلت خلاصة الفكر والفعل المقاوم النقيّ فكان هذا الحدث البطولي هو الردّ على كلّ من اعتقد أنّ العدو لن يُهزم، وقد توالت عمليات المقاومة وصولاً إلى الذروة مع الإخوة في حزب الله.

كلمة حزب الله ألقاها نائب رئيس المجلس السياسي الحاج محمود قماطي، إعتبر فيها أنّ روح سناء محيدلي مستمَدَّة من روح انطون سعادة في استمرار المضي قدماً في مواجهة يهود الخارج ويهود الداخل فكانت مخلصةً لنهج المقاومة، مؤكّداً أنّ رفقاءَها في الحزب السوري القومي الإجتماعي ما يزالون في نفس الطريق في الخط القومي وخط المقاومة، وأنّ المسار الذي بدأَتْه مازال مستمرّاً في المقاومة القومية والوطنية والمقاومة الإسلامية يقاتلون معاً ويمضون معاً ويستشهدون معاً لتحقيق السيادة الحقيقية والإستقلال الحقيقي، فقوّة لبنان في مقاومتِهِ وفي المعادلة الثلاثية الذهبيّة، وأهلاً بالدولة باستراتيجيّتِها الدفاعية وفي خط المقاومة، وفي قدرتِها على انتزاع الحقوق والدفاع عن الوطن ومنع استباحة اراضيه وإعادة الإعمار ورفض التطبيع.

وألقى رئيس حزب التيار العربي شاكر البرجاوي كلمة أكّد فيها على أنّ الجميع مقاومة والتي قدّمت أغلى ما تملك دفاعاً عن لبنان وعن الأمّة، وبدل أن تُكَرَّم على فعلِها الشريف نرى البعض يتآمر عليها، ولهؤلاء نقول أنّ لكلّ خائن حبيب، وأنّ سناء ستبقى أيقونة المنطقة في كلّ زمن وكلّ عصر والجميع سيكون من مدرستِها، وما أحوجنا إلى نهجِها والإمساك بيدِها لنبدأ من حيث انتهَت للوقوف مع هذه الأمّة وقفة عزّ لكَسرِ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!