معصرة عنب القضماني في راشيا : مهنة ورثها الابناء عن الأجداد والأباء منذ اكثر من مائة وخمسين عامًا
صدى وادي التيم – متفرقات/
صاحب معصرة العنب السيد بهاء القضماني:
قديمًا كان الأطباء ينصحون مرضاهم بتناول دبس العنب لقيمته الغذائية وفوائده في شفاء العديد من الأمراض
الصناعات الغذائية باتت شبه منقرضة سوى قلة من المهتمين بها لخبرتهم الطويلة في هذه الصناعة ومدى علاقتهم بها وفائدتها الغذائية
ولأننا نعيش في أوضاع إقتصادية صعبة وغش طال حتى لقمة الخبز وشربة الماء، كان لا بد من دعم هذه الصناعات التي أصبحت أكثر من ضرورية وملحة.
لذا، كانت جولة لاسرة “موقع ومجلة كواليس” إلى بلدة راشيا الوادي ولقاء مع صاحب معصرة العنب السيد بهاء القضماني الذي حدثتا قائلا”:
لشجرة العنب وثمارها أهمية كبيرة وهي من اطيب أنواع الفاكهة الصيفية، ومتواجدة في معظم أنحاء العالم، وتصنّف من الأشجار المباركة، كما ورد في الكتب السماوية، وكان الأطباء في قديم الزمان ينصحون مرضاهم بتناول دبس العنب نظرًا لقيمته الغذائية وفوائده في شفاء العديد من الأمراض والحالات المرضية كما يحتوي على كمية عالية من الألياف الغذائية المفيدة، ويقوي المناعة.
،
ومنطقة راشيا الوادي، تشتهر أكثر من غيرها بهذا القطاع منذ مئات السنين، نظرًا للطقس الجاف الذي تتمتع به ويناسب شجرة العنب ويساعدها على النمو، وهناك عدد كبير من أنواع العنب، لا يتسع المجال لذكره، وتتم زراعة الشجر في شهري شباط وآذار، ويكون بري بادئ الأمر، بعد مدة يتم تطعيمه بالنوع الذي نرغب، وبخلال أربع سنوات تبدأ بالإنتاج. ويعتبر العنب زراعة بعلية لا تتطلب الري سوى بالسنوات الأولى على زراعته.
وإذا ما جاز ذكر منتوجات شجر العنب الذي يبدأ موسم قطافه في أوائل شهر أيلول من كل عام، ويستخلص منه عصير الحصرم، الخل، الزبيب، العرق، الورق والعروق للمكدوس والدبس الذي نحن بصدد التحدث عن آلية تصنيعه وفقًا للمراحل التالية:
تُجمع العناقيد بصناديق خاصة الأبيض منه تغسل بالمياه المعقمة وتمر في مراحل، بدءًا من وضعها في آلة الفرم التي تنزع عنها العراميش الموصولة بالعنقود، ثم إلى الغسل مجددًا، بعدها تذهب أوتوماتيكيًا إلى أوعية العصر، وتوضع على نار هادئة، ويتم تحريكها بمرغفة أو ملعقة كبيرة الحجم، بعد ذلك يتم إزالة حبات العنب ويبقى محلول العصير الذي يمر في اوعية حرارية محددة، بعدها يُستخرج الدبس الصالح للإستهلاك، ويوضع في المرطبانات الخاصة للتصدير.
ومؤخرًا إبتكرنا صناعة الدبس مع الكاجو بشكل مع الطحينة واللوز المقشر خاص للتصدير الخارجي، مع الإشارة إلى أن مدة صلاحية إستهلاك الدبس لسنتين، وهناك سوق شرائية جيدة له. كما يقام سنويًا في راشيا الوادي، وبرعاية البلدية مهرجان الدبس من ضمن المونة البيتية الذي يستمر لعدة أيام،
ونلفت النظر إلى أن العديد من المزارعين أو المواطنين الذين لديهم عرائش وفائض في العنب يقصدون المعصرة للحصول على الدبس كمونة بيتية أو للتجارة مع الإشارة إلى أن المعصرة تعمل وفق القوانين والرخص المعمول بها، وتخضع لمراقبة دائمة من قبل مسؤولي وزارة الصحة والبلدية. إنما الدولة لا تعير هذا القطاع اي إهتمام أو دعم لجهة تخفيض فاتورة الكهرباء. ونحن حريصون كل الحرص ع من ناحية النظافة العامة والتعقيم وإرتداء الملابس والكمامات والقفازات من قبل كافة العاملين في المعصرة. ونعتبر هذه المصلحة جزء من حياتنا التي توارثناها عن الأجداد والأباء منذ اكثر من مائة وخمسين عامًا، وجب الحفاظ عليها.
وختامًا لكم كل الشكر على هذه الإضاءة على صناعات لبنانية محلية.
حاوره : فؤاد رمضان