انتبهوا لحقيقة ان الجيش في مهمة الدفاع الوجودي عن لبنان !!

صدى وادي التيم – لبنانيات/

في هذه المرحلة، وأكثر من اية مرحلة سابقة، يتوجب التوقف عن الحاجة الوطنية للسير جنباً إلى جنب مع الجيش من أجل إتمام مهمة الحفاظ عليه، بوصفه آخر مؤسسة وطنية تؤمّن للوطن والمواطن امكانية الصمود بمواجهة ان البلد أصبح مكشوفاً اقتصادياً وسياساً.  يصح القول أن المواطن بات عليه التعامل مع واجبه في حماية الجيش بنفس الطريقة التي يقول فيها المثل :”خبي قرشك الأبيض ليومك الأسود” . وفي ” الفجة الوطنية اللبنانية” لم يعد هناك قرشاً ابيض غير الجيش، وتبديد هذا القرش سيعني تسريع الانهيار وجعله مساراً خطراً وسريعاً من دون كوابح.
هذه اللحظة نحتاج غاية من الصراحة فيما يتعلق بموضوع الجيش، لأنه يمثل ما تبقى من أمن وأمان البلد ، بل هو آخر ضوء في النفق المظلم الذي يمر به البلد . وعليه يتوجب الإشارة  إلى المعطيات الأساسية والثمينة التالية:
أولاً- وبصراحة تستلزمها دقة المرحلة الراهنة، تجدر الإشارة إلى أنه رغم الإيمان الواسع الشعبي بدور الجيش الوطني، إلا أن هذه المؤسسة تتعرض للتصويب عليها، من جهات عادة ما تستخدم القفازات. وهنا يجب إيضاح ان الجيش بقيادته الحالية اخذ قراره الاستراتيجي الذي يناسب دقة مرحلة البلد؛ ومفاده أن المهمة الأساسية والتي لا يضاهيها اية مهمة اخرى، هي الحفاظ على هيبة الجيش الوطنية والديموقراطية، بمعنى جيش يحمي قيم الوطن وشعبه ، وليس فقط حدوده وأمنه ومؤسساته. وعليه فأن قائد الجيش ومؤسسات الجيش بكل أطيافها، لا تنظر إلا باتجاه واحد الحفاظ على صورة الجيش بنظر جنودهم لرسالتهم الوطنية داخل مؤسستهم، وعلى صورة الجيش كقيمة وطنية بنظر الشعب . ان الحاجة الوطنية للبنان، بل الحاجة الوجودية للبنان، تقتضي ان تحمي قيادة الجيش صورة هذه المؤسسة بنظر جنودها وبنظر شعبها، لأن الفشل في هذه المهمة يعادله الوصول إلى إخطار وجودية على لبنان.
تدرك قيادة الجيش ان مؤسسة الجيش هي قرش اللبنانيين الابيض المتبقي، في ” الفجة الوطنية اللبنانية”؛ وقرارها الحاسم هي المحافظة عليه، ما يعني بقاء  الثقة الثمينة بين الجيش والشعب وبين الجيش وقيادته. وليس مبالغة القول أن مخططي الفوضى للبنان، يسعون لضرب هذه الضمانات الأخيرة  الباقية للبنان.
ثانياً – التعينات التي شهدها الجيش مؤخراً على مستوى مديرية المخابرات تضمنت رسالة واضحة، وهي احترام استمرار جريان التراتبية في الجيش، من أجل استمراره كمؤسسة قادرة على التجدد. وبالاساس فان مدير المخابرات العميد طوني منصور الذي يسلم منصبه الآن العميد طوني قهوجي، هو ابن مؤسسة الجيش والمخابرات، وهو ترفع ضمن تراتبية جهدها داخل المؤسسة، واليوم يخلفه العميد قهوجي الذي أبرز ميزة رشحته لمنصبه هو كفاءة جهده داخل المؤسسة. باختصار، فأن تعيينات مدرية المخابرات تقول بالفم الملآن ان الجيش يتجدد وفق سلم الكفاءات والتراتبية التي تضمن استمراره كمؤسسة شفافة وواعية لدور الجيش الذي عاتقه تقع في هذه المرحلة تامين الحماية الوجودية للبلد وليس فقط الحماية العسكرية والأمنية.
ثالثاً – اذا كانت قيادة الجيش واعية لدورها الاستراتيجي في هذه المرحلة، ومستعدة لاعطائه أولوية من دون النظر للسهام السياسية والإعلامية التي تستهدفها، فأن المطلوب ان يساند الاعلام والشعب مهمة الجيش وسعيه الصمود بوصفه آخر قلعة داخل مؤسسات الدولة المنهارة. ان قيادة الجيش دعت الة المحاسبة حينما وجدت اخطاءً بداخلها، وعلى سبيل المثال فإن العارفين يدركون كيف ان الجيش رفع ملف التجاوزات في الكلية الحربية إلى القضاء لتتم فيه المحاسبة، كون المتورطين في هذا الملف هم بجزء منهم مدنيين وليس عسكريين. والجيش تجاوز الحسابات الطائفية حينما كانت احتيجات الجيش تطلب ذلك.. ومثال على ذلك حينما نجح ١٦ رتيباً مسيحياً لدخول الكلية الحربية بمقابل نجاح ٦٤ مسلماً. ووفق مقولة ٦ و ٦ مكرر كان على قائد الجيش ان يقبل ١٦ مسيحياً بمقابل ١٦ مسلماً، ولكن نظراً لكون حاجة الجيش الاستراتيجية تستلزم إدخال ضباط جدد إلى صفوفه فإن قائد الجيش ذهب إلى اعتماد معيار ان الجيش هو جيش لبنان ، وعليه اعتبر أن  ١٦ رتيب مسيحي و٦٤ رتيب مسلم، لهم معنى واحد وهو أن هؤلاء هم ٨٠ ضابط لبناني وليس ٨٠ ضباط موزعين على مذاهب.

المصدر : الهديل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى