حفلات غنائية لنجوم العرب.. رقص على جراح غزة!

 

صدى وادي التيم – لبنانيات /

235 يوماً على عملية “طوفان الأقصى”.. الحرب تحتدم والمجازر تتزايد ومعضلة الاحتلال تتعاظم، حتى أصبح خطر الموت في القطاع المنكوب بلا حدود.

مشاهد مرعبة لأطفال استهدفتهم آلة القتل الصهيونية، دمار يخيم على جميع المناطق، طائرات وصواريخ إسرائيلية تقصف الملاذات الآمنة والمستشفيات وتقتل المرضى في أسرّتهم، والأطباء الذين يعالجونهم بالحد الأدنى من الأدوية والأجهزة.

وتحت وقع أصوات المدافع وقصف الطيران في غزة، يستعدّ نجوم العالم العربي لإحياء حفلاتهم الغنائية الخاصة بين العواصم العربية، ما جعلهم محط انتقادات لاذعة وهجوم شرس من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي العرب، الذين دعوا إلى مقاطعة المهرجانات في ظلّ العدوان الإسرائيلي الغاشم.

واعتبر بعض المنتقدين أن إحياء الحفلات والمهرجانات الصيفية، في زمن الحرب أشبه بالرقص على جثث الموتى واستفزازاً مرفوضاً لمشاعر ملايين العرب وعدم مراعاة للمشاعر الإنسانية وعدم احترام للشعب الفلسطيني وإرادته، وتركه يواجه مصيره منفرداً في محنته التي راح ضحيتها عشرات آلاف المدنيين الأبرياء من أطفال وشباب ونساء وشيوخ، فيما اعتبر البعض الآخر بأنه فعل حياة وتحدٍ لآلة الموت، خصوصاً عندما تصبح أخبار المعارك تفاصيل نسمعها يومياً والضحايا مجرد أرقام. بينما دعا آخرون الفنانين العرب إلى إطلاق شعارات “الإيرادات من أجل غزة”.

موقع “الجريدة” تواصل مع عدد من الناقدين الفنيين لاستطلاع آرائهم حيث أكدوا أن “عدداً من الفنانين، وبمبادرة فردية، فضلوا تأجيل حفلاتهم مراعاة لظروف أهل غزة الاستثنائية، وآخرون فرض عليهم التأجيل، فيما البعض الآخر أرغموا على الغناء وإحياء السهرات الفنية بسبب البنود الجزائية على العقود، وفنانون آخرون برروا لأنفسهم بأن الغناء مهنة ومصدر رزق”.

ولفتوا إلى أن “خيار المشاركة في إحياء الحفلات من عدمه يختلف بين فنان وآخر، ليبقى القرار الأنسب والأرقى في إلغائها احتراماً لدم الأبرياء”.

ولنسلم جدلاً بأن الفنان مرغم على إحياء الحفلات بسبب التزامه بعقود وببنود جزائية يعجز عن تحملها، ولكن ماذا عن الجمهور العربي؟ أين الانسانية، أين موقف الرأي العام من الأحداث، أم أن تفاصيل الحرب لا يشعر فيها إلا من يعيشها؟.

وفي نفس الوقت، أطلق رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حملة لمقاطعة وحظر كل مشاهير وفناني الدول العربية، الذين لم يظهروا الدعم لفلسطين والقضية عبر صفحاتهم على “السوشيل ميديا”، بل وشاركوا بإعلانات لشركات ضمن لائحة المقاطعة بسبب دعمها لكيان الإحتلال، مما دفع الروّاد لوصف هذا التصرّف بـ”الوقاحة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى