النائب الخليل في رسالة الاستقلال لرئيس الجمهورية

صدى وادي التيم – أخبار وادي التيم /
“إبكوا كالنساء على مُلكٍ لم تخافظوا عليه كالرجال”(الأميرةعائشة الحرّة لإبنها، آخر ملوك غرناطة).
رسالتي اليكم السيد رئيس الجمهورية في عيد الاستقلال أٌسطّرها بصفتي الشخصية وكنائب عن الامة لأقول:
في العيد ال 77لإستقلال لبنان نسألكم ماذا بقي من الاستقلال وقد فشلتم برعاية وتنمية وتطوير ماكان تركه لنا آباء الاستقلال عام 1943 كي نُنتجَ دولة عصرية مدنية مواكبة لتطورات العالم؟
في العيد ال 77 أطليّت علينا السيد الرئيس مُجَدِداً تكرارا مملا وعودك البرّاقة وعهودك الخفّاقة بمحاربة الفساد ،دون أن تذكر أي إنجاز في اي ملف إصلاحي تستر به الفشل الذريع لعهد سبقه تجميد البلاد 30 شهرا بانتظار تحديد شخصية الرئيس عام 2016، الامر الذي أدّى الى الأزمة الحالية، ومن ابرز معالمها هجرة الادمغة من لبنان . وبقي عهدكم معتمدا سياسة التعطيل والفراغ نهجا،فأضاع 30% من السنوات الاربع بين التكليف و التأليف.
فخامة الرئيس،
ها نحن مجددا في الفراغ ،بلا حكومة لشهر كامل رغم ان الظروف التي نمرّ بها لم يعرفها لبنان لا في العهد العثماني ولا في الإنتداب:
ارتفاع الدين العام إلى 95 مليار $،إنخفاض إجمالي الناتج المحلي إلى 17.6 مليار $ ،نسبة الإنكماش للإقتصاد 25% (صندوق النقد الدولي)،تضخم بمعدل 55% وغلاء فاحش بدون رقابة، معدل الفقر إلى اكثر من 50%، انهيار العملة الوطنية بنسبة 600% من سعر صرفها مقابل الدولار ،استمرار الصفقات المشبوهة و النزف في ملف الكهرباء ووزارة الإتصالات وغيرهما كرمى لأزلام السلطة، وأكثر من مليون عاطل عن العمل.
اضف لذلك،ان عهدكم شهد ثالث أكبر انفجار في تاريخ البشرية ،انفجار مرفأ بيروت الذي أُعلمتَ
عنه وعن خطورة المواد الموجودة في العنبر 12 مصرّحا حسب ما نُقل عنكم ان الجمارك تخضع لتراتبية! ولم تتكرم ولو بزيارة تفقدية للمرفأ رغم استشهاد 200 شهيد رحمهم الله وجرح اكثر من 600 جريح وتشريد حوالي 300 الف مواطن من بيوتهم(بيّ الكل لا يتفقد أبنائه) :علمتم ولم تفعلوا.
عهدكم السيد الرئيس شهد أيضا سلب اللبنانيين ودائعهم وانهيار القطاع المصرفي، وجعل الجوع والعوز سمة الوطن .
السيد الرئيس ،في ذكرى الاستقلال
أدعوكم للوفاء بعهود مكافحة الفساد والعمل لإستقلال السلطة القضائية وتحرير وزارة الطاقة من ايدي من عاثوا بها هدرا وفسادا لسنوات.
السيد الرئيس، لبنان على وشك الانهيار الكامل لاقتصاده وماله واوضاعه الاجتماعية، وأدعوكم للتضحية وتسهيل قيام حكومة المهمة الإنقاذية من اختصاصيين غير تابعين لسياسيين للبدء مباشرةً بولوج ملفات الإصلاح المتفق عليها وابعاد لبنان عن شبح عدم الاستقرار الأمني لمن يتربص بنا شرّاً خصوصا العدو الاسرائيلي.
رأفة بلبنان توقفوا عن منطق المحاصصة وتأمين الثلث المعطل وأسرعوا بتأليف حكومة المهمة قبل ان يزول لبنان، كي لا يحل عليكم حكم التاريخ بأنكم لم تحافظوا عليه كالرجال،واجعلوا بقاء هذا الوطن اهم هدف لبقائكم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى