د. وليد ابو دهن يشرح أسباب “الوثاب” وأفضل الطرق للعلاج !!!

 

صدى وادي التيم – طب وصحة/

الوثاب هو مصطلح شعبي وعامي على الاغلب ويعني تقلص عضلة من عضلات العنق الخلفية والموازية للعمود الفقري ولفترة طويلة, بمعنى اخر تشنج مزمن. وهذا المرض من أكثر الأمراض انتشاراً بين فئة الشباب ولكنه قد يصيب صغار السن وكبار السن، ويسبب هذا الألم الكثير من الإزعاج وعدم القدرة على أداء المهام في الحياة اليومية بصورة طبيعية فهو يحدّ من القدرة على الحركة.

وبسبب الحياة العصرية التي نعيشها والتكنولوجيا التي فرضت نفسها على الجميع أصبح هناك الكثير من المشاكل بسبب الكسل والجلوس الطويل وعدم الحركة والاعتماد على هذه التكنولوجيا في أداء الأعمال بدلاً عنا، وهذا أسلوب الحياة الخاطئ الذي يؤدّي إلى الشعور بالعجز مع المستقبل، ومن المشاكل التي قد تصيبنا هو الوتاب.

الم الاكتاف او الوثاب قد يبدأ فجأة بضغط في الصدر ، وقد يمتد الالم الى الذراعين والكتف والظهر والعنق والفك ، وقد يصاحب هذا الالم قصر في النفس وزيادة في العرق وربما يصل الامر الى التقيء والغثيان والاغماء ، ويتركز هذا الالم في الرقبة واعلى الذراع مما يؤثر على حركة الذراع ، وقد يصل الامر الى الاحساس بالتنميل والخدر في الاطراف ، ويشتد الالم عن السعال والعطس.

إن العظمتين اللتين تقعان في منطقة أعلى الظهر Scapula في المنطقة الخلفية من الكتف على اليمين وعلى اليسار واللتان تشبهان المثلث في شكلهما تعرفان باسم عظمة لوح الكتف. هذه العظمة المفلطحة مهمة جداً لأنها تقع عند إلتقاء ثلاث مناطق في الجسم وهي منطقة أسفل العنق ومنطقة أعلى الذراع أو الكتف ومنطقة أعلى الظهر. ولذلك فهذه العظمة تشكل مربطاً لجميع العضلات التي تحركها والتي ترتبط بالذراع وبالعنق وبمنطقة الفقرات الصدرية خلف الظهر. وهذه العظمة ذات مجال واسع للحركة لأن حركة العنق كبيرة وكذلك حركة الذراع وهذا يؤدي إلى تشابك العضلات في عملها وجعل هذه العضلات المحيطة بعظمة لوح الكتف ذات خاصية مهمة وقابلة للإجهاد. وهناك الكثير من العوامل والأسباب التي تؤدي إلى حدوث إجهاد في هذه العضلات وخصوصاً في المنطقة الداخلية من العظمة والتي تقع في ناحية العمود الفقري. هذا الإجهاد يؤدي إلى ظهور أعراض المرض المعروف بمرض التهاب عضلات لوح الكتف المزمن. 

 

هذا المرض يصيب بعض المرضى بشكل شديد في مقتبل العمر ويؤدي إلى تنغيص حياتهم ويؤدي إلى ظهور أعراض اكتئاب نتيجة الطور المزمن الذي يأخذه. وهذه الأعراض عندما تكون شديدة فإنها بالطبع تؤثر على حياة المريض وتمنعه من القيام بأبسط الأعباء اليومية بل وإنها قد تؤثر عليه حتى وقت النوم لأن أي حركة في منطقة العنق والكتف خلال النوم أو قبل النوم تؤدي إلى زيادة في شدة الألم وبالتالي إلى حرمان المريض أو المريضة من النوم براحة. وعلى الرغم أنه في بعض الأحيان قد يكون هناك تاريخ إصابة أو حمل شيء ثقيل أو القيام بدفع جسم ثقيل قبل ظهور هذه الأعراض إلا أنه في كثير من الأحيان لا تكون هناك إصابة ويكون سبب ظهور المرض غير معروف. وقد عرف الناس هذه الأعراض منذ قديم الزمن وسموها بأسماء مختلفة مثل المشع أو الملع أو الأبهر. وعادة ما يأتي المريض إلى العيادة وقد استنفد الكثير من أنواع العلاج المعروفة مثل الأدوية المسكنة بأنواعها والعلاج الطبيعي وهنا تكمن المشكلة في أن هذه الفئة من المرضى الذين تكون لديهم أعراض مزمنة هم مركز التحدي في علاج في مثل هذه الحالات. 

 

قد يصيبنا الوتاب نتيجة:

  • الانحناء الشديد على المكتب والكومبيوتر, استخدام الأجهزة الذكية والكمبيوتر لفترات طويلة دون أخذ راحة بين الفترة والأـخرى.
  • قيادة السيارة لفترة طويلة، حيث إنّها تحتاج إلى تركيز شديد مع عدم الحركة الكثيرة.
  • الاصدام الخلفي في حوادث المرور .
  • تمزق وشد العضلات والاربطة العنقية .
  • التآكل للغضاريف والضغط على الجذور .
  • الاستخدام غير السليم للعمود الفقري كالجلوس على الارض .
  • التقدم في العمر الذي يسبّب انناء العمود الفقري وزيادة الضغط على منطقة الرقبة والكتفين.
  • الارهاق النفسي والذهني والاكتآب والقلق والإجهاد والإرهاق الذي يسببه العمل الكثير.
  • تغير درجة الحرارة والاصابة بنزلات البرد .
  • الوزن الزائد الذي يزيد من الضغط على فقرات العمود الفقري مسبباً انحنائها.
  • النوم بطريقة خاطئة واستخدام الوسادة الغير صحيّة التي تسبب الضغط على الرقبة و الأكتاف.
  • الإصابة بالحوادث التي تسبّب شد عضل في منطقة الرقبة ومنطقة بين الأكتاف.
  • الكسل وعدم ممارسة الرياضة.
  • نوبات قلبية احيانا

الوقاية والعلاج :

  • الراحة: يجب ان ينال المصاب قسطا من الراحة للتخلص من الارهاق والتعب .
  • الوسادة: النوم على مخدة مناسبة بحيث يبقى العمود الفقري في وضع مناسب خلال النوم .
  • الدفء: المحافظة على الكتفين والرقبة دافئين .
  • البرد: تجنب الجو البارد والتيارات الهوائية .
  • الكمادات: تعمل كمادات بالماء البارد عند الآلام الشديدة والكمادات الساخنة عند الآلام المزمنة .
  • الاحذية: تجنب ارتداء الاحذية ذات الكعب العالي .
  • التدليك:  يدهن مكان الالم بزيت الزيتون الدافيء او زيت النعناع مع التدليك الخفيف .
  • الليمون: يشرب كأس من عصير الليمون كل يوم حيث يلغي عصير الليمون تأثير الحمض اللبني ( Lactic acid) الذي يسبب آلام الكتف .
  • الحمام: خلال الحمام الساخن قم بتحريك الذراع في شكل دائري الى الامام والى الخلف كالسباحة وثني الذراع الى الخلف باتجاه اعلى الكتف
  • ﻭﺃﺧﻴﺮﺍ ﺗﺠﻨﺐ ﺗﺤﺮﻳﻚ ﺍﻟﺮﺃﺱ ﺑﺸﻜﻞ ﺩﻭﺭﺍﻧﻲ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺮﻗﺒﺔ ﻻ‌ﻥ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺑﺘﻜﻮﻥ ﻋﻜﺴﻴﺔ…..

 

متى نلجأ للطبيب؟

وعلى الرغم من أن الغالبية العظمى من المرضى المصابين بالتهاب عضلات لوح الكتف تستجيب للخطة العلاجية التي ذكرناها سابقاً إلا أنه في الفئة القليلة التي تصبح فيها الأعراض مزمنة فإنه يجب على الطبيب والمريض تفهم أن هذه الأعراض قد لا يمكن التحكم بها تماماً وأنه يجب على المريض أن يكون طبيب نفسه وذلك عن طريق تفادي العوامل التي تزيد من أعراضه ومحاولة استخدام الأدوية عند اللزوم وحسب شدة الألم.

وعندما يصبح الوجع مزمناً وقوياً، يجب مرجعة الطبيب للكشف وتشخيص المشكلة، وغالباً تكون المشكلة من الرقبة, وعندها يعطيكم العلاج المناسب.

نرجو لكم دوام العافية

د وليد أبو دهن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى