أذربيجان تعلن استسلام أرمينيا ونشر قوات سلام روسية
صدى وادي التيم – من الصحافة العالمية/
أعلنت أرمينيا وأذربيجان وروسيا عن اتفاق يسري بداية من اليوم الثلاثاء لوقف الحرب في إقليم ناغورني قره باغ، ويقضي بإعادة مناطق أذربيجانية محتلة، ونشر قوات حفظ سلام روسية، ويأتي هذا التطور بعد سيطرة القوات الأذربيجانية على أجزاء واسعة من الإقليم، واقترابها من عاصمته.
فقد أعلن رئيس وزراء أرمينيا، نيكول باشينيان، في بيان نشره الليلة الماضية أنه وقع اتفاقا مع قادة روسيا وأذربيجان لإنهاء العمليات القتالية بداية من الساعة الواحدة من صباح اليوم بالتوقيت المحلي.
ووصف باشينيان قراره إنهاء الحرب بالمؤلم له ولشعبه، وقال إنه لم يكن لديه خيار سوى توقيع الاتفاق، موضحا أنه اتخذ القرار بناء على تقييم القادة الميدانيين للوضع العسكري، واعتقادا بأنه الحل الأفضل للموقف الراهن، مشيرا إلى أنه سيلقي خطابا للأمة في الأيام المقبلة.
وفور صدور البيان، تجمعت حشود أمام مقر الحكومة في يريفان للمطالبة باستقالة باشينيان، في حين ردد المحتجون هتافات تصف رئيس الوزراء بالخائن.
واعتبر أن الاتفاق يعني استسلام أرمينيا وإنهاء سنوات طويلة من الاحتلال، وأن رئيس الوزراء الأرميني اتخذ قرار وقف الحرب تحت وطأة الهزائم، قائلا إن تحرير 300 منطقة سكنية منذ أواخر سبتمبر/أيلول الماضي قصم ظهر الجيش الأرميني.
وفي هذا السياق، قال علييف “لقد قلت إننا سنطردهم (القوات الأرمينية) من أراضينا طرد الكلاب، وقد فعلنا”، واصفا رئيس الوزراء الأرميني بالجبان لأنه لم يوقع الاتفاق أمام عدسات التلفزيون.
وأوضح أنه بموجب الاتفاق الثلاثي، الذي وصفه بالحدث التاريخي، ستستعيد أذربيجان 3 محافظات تحتلها أرمينيا في محيط قره باغ، وهي كلبجار بحلول 15 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، وأغدام في موعد أقصاه 20 من الشهر نفسه، ولاتشين حتى الأول من ديسمبر/كانون الأول المقبل.
وأكد أنه سيتم نشر قوات روسية لمدة 5 سنوات قابلة للتمديد في حال عدم اعتراض الأطراف الموقعة، ورغم أن علييف تحدث عن مشاركة تركيا في مهمة حفظ السلام بقره باغ، فإن مراسل الجزيرة أفاد بأن الاتفاق لا يشير إلى أي دور تركي أو إيراني على الأرض.
وشكر الرئيس الأذربيجاني الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على مشاركته النشطة في التسوية السياسية لهذا الصراع، معتبرا أن الاتفاق سيؤدي إلى سلام طويل الأمد في المنطقة، ووقف إراقة الدماء.
وفي محادثة عبر الفيديو مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، قال علييف إن الاتفاق الثلاثي سيكون نقطة تحول نحو تسوية النزاع في قره باغ الذي يقع ضمن أذربيجان، ولكن تسيطر عليه منذ الحرب التي جرت بين عامي 1991 و1994 قوات أرمينية مدعومة من يريفان.
من جهته، أكد الرئيس الروسي الاتفاق الثلاثي، وأعلن عن وقف شامل للمعارك، وسريان وقف لإطلاق النار في الإقليم بداية من منتصف الليلة.
وقال بوتين إن القوات الأذربيجانية والأرمينية ستبقى متمركزة في مواقع السيطرة الحالية لها، مضيفا أنه سيتم نشر قوات حفظ سلام روسية على خط التماس بين قره باغ وأرمينيا.
وبالتزامن، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن بدء إرسال 1960 جندي روسي جوا من روسيا إلى ناغورني قره باغ، بموجب الاتفاق الثلاثي الذي ينص على أن القوات الروسية ستكون مجهزة بنحو 90 مدرعة.
وكان متحدث باسم الكرملين أكد توقيع قادة أذربيجان وأرمينيا اتفاقا يقضي بالوقف الكامل للعمليات القتالية في قره باغ.
وبالتزامن تقريبا مع الإعلان عن الاتفاق الثلاثي على وقف الحرب، أعلنت أرمينيا عن تعرض مدينة ستيباناكيرت، عاصمة إقليم قره باغ، للقصف الصاروخي ليلا.
وقبل ساعات من الاتفاق على وقف القتال، أعلن الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف أن جيش بلاده تمكن من استعادة السيطرة على أكثر من 40 قرية في عدة محاور في ناغورني قره باغ.
وقال علييف في تغريدة على تويتر أمس الاثنين إن عشرات القرى تقع في محاور فضولي وخوجلي وخوجاند وجبرائيل وزانجيلان جوبادلي، تم تحريرها بعد معارك مع القوات الأرمينية.
وكان رئيس أذربيجان قد أعلن الأحد عن سيطرة قوات بلاده على مدينة شوشي الإستراتيجية في إقليم ناغورني قره باغ، قائلا إنه بهذه الخطوة ينتهي ما وصفه باحتلالها من قبل أرمينيا قبل 28 عاما.
من جهته، أكد الناطق باسم رئيس إقليم قره باغ غير المعترف به أن مدينة شوشي أصبحت بالكامل خارج سيطرة القوات الأرمينية.
وأضاف أن القوات الأذربيجانية أصبحت على أطراف عاصمة الإقليم ستيباناكيرت التي تبعد 15 كيلومترا تقريبا شمال مدينة شوشي.
وقبل شوشي، التي قال قائد عسكري أرميني إن سقوطها يعني سقوط إقليم قره باغ برمته، سيطرت القوات الأذربيجانية على 3 مدن ونحو 200 قرية وتلال إستراتيجية.
وأقر الانفصاليون في قره باغ بمقتل أكثر من ألف من جنودهم، كما قتل عشرات المدنيين من الجانبين.