هل تأتي جهنّم كاملةً الى لبنان بدلاً من الذّهاب إليها؟

 

صدى وادي التيم – لبنانيات

بمعزل عن الصّعوبات المادية التي يُعاني منها القطاع الإستشفائي في لبنان، والتي زادتها متاعب جائحة “كوفيد – 19″، إذ إننا نقاتل على جبهات عدّة لا تنحصر بالواقع الوبائي، بل تطال الحصار المالي والإقتصادي الذي يتعرّض له لبنان منذ أكثر من سنة لأسباب سياسية، فإن بعض ما يُقال في هذا الإطار يطرح أسئلة كثيرة، كبيرة وخطيرة.

فعندما يتمّ التحذير من السيناريو الإيطالي أو الإسباني أو غيرهما، فهذا يعني أن أعداد الموتى لن تكون كبيرة جدّاً فقط، بل اننا وصلنا الى مرحلة الإختيار بين من يعيش ومن يموت داخل غرف العناية الفائقة، وفي المستشفيات عموماً، وهذا يخرج عن السياق الطبي وحده ليطال الجانب القانوني. وهو ما لا بدّ من فَتْح الأعيُن عليه كثيراً، ومراقبته بشراسة، وتحمُّل كل الأطراف مسؤولياتها تجاهه، منعاً لاستدعاء جهنّم كاملةً الى أرض لبنان، بدلاً من التحذير من الذّهاب إليها.

أكد مصدر طبي أن “إبقاء مريض شاب على قيد الحياة، وترك آخر مسنّ يموت، هو أمر لم نصل إليه. ومن الناحية القانونية، لا أحد يُمكنه القيام بذلك في لبنان، وهو ما يعني أننا لم نصل الى النّموذج الإيطالي بَعْد، كما يحاول بعض الأطباء أن يقولوا”.

وشدّد في حديث الى وكالة “أخبار اليوم” على أنه “مهما كثُرَت أعداد المرضى الذين قد يحتاجون الى آلات للتنفّس الإصطناعي، والى غرف العناية الفائقة، فإن الجسم الطبي لا يزال في مرحلة التأقلُم مع هذا الوضع، وهو يحاول توفير العلاجات المُناسِبَة حتى ولو داخل الغرف العادية. فضلاً عن أنه لا تزال آلات التنفُّس الإصطناعي متوفّرة، ولم تُستنفَد كلّها، وهو ما يسهّل التأقلُم بالإمكانات المتوفّرة”.

وحذّر من أن “هذا الوضع قد لا يستمرّ طويلاً، ولذلك نرفع الصّوت، ونحذّر حتى لا نصل الى الأسوأ، ونطالب بإقفال البلد. ونؤكّد أن الإقفال المطلوب يجب أن يصل الى شهر كامل، وأن يتمّ اختيار القطاع الصحي على غيره من القطاعات حالياً، حتى لا نخسر كلّ شيء”.

وطالب المصدر الطبي بـ “إقفال المطار وحدود لبنان البرية والبحرية، إقفالاً تامّاً، ومَنْع الدّخول والخروج من والى لبنان لمدّة شهر. فأعداد الإصابات بـ “كوفيد – 19″ بين القادمين من الخارج مرتفعة جدّاً، وهم يختلطون، ويزيدون تفشّي الفيروس”.

وأضاف:”كان لا بدّ من الإستعداد للأسوأ منذ وقت طويل. فالمشكلة تكمُن بأن الدولة تملك المال بالفعل، من “البنك الدولي”، ويُمكنها توزيعها إما بالتساوي على كل المستشفيات، أو لتخصيص 6 أو 7 مستشفيات كبرى لمعالجة مرضى “كوفيد – 19″ وحدهم دون غيرهم، في شكل مُوزَّع على المحافظات كافّة. ولكنها (الدولة) لا تريد دفع المال، وتُطالب المستشفيات بالقيام بدورها”.

وختم:”الوضع معقّد جدّاً. فالمستشفيات تعمل بنصف طاقتها، فيما نصف المستلزمات الطبية باتت مفقودة، وأكثرية الأدوية مفقودة أيضاً، والناس لا يملكون المال لدخول المستشفيات رغم أنه لا يُمكنهم الإستغناء عنها أيضاً. وهو ما يعني أننا نتّجه الى وضع يجعلنا نُشبه ميتاً، لا يُمكن مطالبته بالموت مرّة أخرى”.

“وكالة أخبار اليوم”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى