مشكلة جديدة تواجه اللبناني مع قدوم الشتاء : سعر الدواليب مرتفع وعدم تغييرها يهدّد السلامة المرورية… والمستعمَل ليس “نصف حلّ”

 

صدى وادي التيم – لبنانيات

 

تحت عنوان “سعر الدواليب مرتفع وعدم تغييرها يهدّد السلامة المرورية… والمستعمَل ليس “نصف حلّ”!، نشرت فرح نصور في وقع “النهار”:

على أبواب الشتاء، يقوم الناس بأعمال الصيانة الأساسية للسيارات وأهمّها إبدال #إطاراتها. لكن في ظل الأزمة الاقتصادية العاصفة، تخضع الإطارات كسائر السلع إلى سعر صرف السوق السوداء. فأرخص إطارٍ سعره 200 ألف ليرة، وإذا ما أراد اللبناني أن يغيّر الإطارات الأربعة، عليه أن يدفع 800 ألف ليرة، أي ما يقارب نصف راتبه. نسأل في هذا المقال عن أسعار الإطارات في هذه الأزمة والطلب عليها، لا سيّما عن السلامة المرورية في حال عدم صيانتها.

لم يرتفع سعر الإطار بال#دولار، إنّما بالليرة اللبنانية التي أصبحت على سعر صرف الدولار في السوق السوداء، وتراوح الأسعار بحسب نوع السيارات، ما بين 25 و250 دولاراً للإطار لدى محمد طالب، صاحب محل لبيع الإطارات في طريق المطار. وفي مثل هذا الوقت من العام، وعلى أبواب الشتاء، يغيّر الناس إطارات سياراتهم، لكن في ظل هذا الوضع الصعب الذي يمرّون فيه، يفضّلون تأمين لقمة عيشهم بدلاً من تغيير الإطارات، فهم يعيشون بحالة “تعكيز” الآن على سياراتهم مهما كانت أحوالها، ولا يغيّر إطارات سيارته إلّا َمن كان مضطراً إلى ذلك.

كان طالب يقدّم تسهيلات بالدفع كالتقسيط، وكان الناس يدفعون أحياناً عبر بطاقات الائتمان، لكنّه أوقف الخدمتين، الأولى بسبب تغيّر سعر الصرف إذ لم يعد بإمكانه وضع سعر ثابت للزبون، والثانية أنّ البنوك أوقفت هذه الخدمات.

وتراجع الطلب على الإطارات الجديدة لديه بنسبة 70%، فيما الطلب على الإطارات المستعمَلة عالٍ جداً، فـ”الميسورون يطلبون حالياً الإطارات المستعمَلة، فما بالك بالفقير؟”. سعر الإطارات المستعمَلة لديه بالليرة اللبنانية يراوح ما بين 20 و75 ألف ليرة حسب نوع السيارة وحجم الإطار، ويؤمّنها طالب من بعض السيارات التي تبدّل إطاراتها وبعض المحلات، لتلبية الزبون. ويشتري الإطارات الجديدة من الشركات المستورِدة بالدولار نقداً أو بالليرة على سعر الصرف اليومي.

من جهته، يعتبر إيلي غزال، صاحب محل لبيع الإطارات في نهر الموت، أنّ سعر الإطار أصبح أرخص لمَن يشتريه بالدولار، أمّا لمَن يشتريه بالليرة فأصبح باهظاً. الطلب على الإطارات لديه تراجع قليلاً، لكن “بالنهاية عندما يضطر الشخص إلى تغيير إطارات سيارته سيغيّرها. هناك مَن يشتري منها الآن ويخزّنها، إذ لديه القدرة حتى الآن على شرائها ويخاف من عدم قدرته على شرائها لاحقاً. وهناك مَن ينتظر حتى تُتلَف الإطارات نهائياً لكي يبدلها”.

وفي مثل هذا الوقت من العام، يبدل الناس إطارات السيارات، وهناك طلب عالٍ خاصة على المستعمَل منها، ولا يجدها إيلي بسهولة، فكميّتها بالسوق قليلة جداً وهي مطلوبة كثيراً. ويراوح سعر الإطار الجديد لديه من 25 إلى 600 دولار، أمّا المستعمَل منه فيبدأ من 50 ألف ليرة.

الإطار المستعمَل ليس “نصف حلّ”

صيانة السيارة بشكلٍ عام أصبحت مكلفة كثيراً على المواطن، وعدم إجرائها سلبيّ جداً عليه وعلى السلامة المرورية، وسنشهد تراجعاً في صيانة الطرقات وفي تطبيق قوانين السير وفي صيانة السيارات، جراء هذه الأزمة الاقتصادية، بحسب الخبير في إدارة السلامة المرورية، كامل ابرهيم.

لا شك في أنّ الشخص الذي لم يغيّر إطارات سيارته وفراملها ضعيفة وخاصة مع طرقات تعيسة كطرقات لبنان، فإن احتمالية وقوع حادث سير في الشتاء وخاصةً مع بدايته، تصبح مرتفعة. لذلك إذا لم يجهّز الشخص سيارته من ناحية الفرامل وكانت إطاراتها غير مستوفية للشروط ومتهالكة، فعدد الحوادث سيزيد حكماً. وحتى منتصف شهر تشرين الأول الجاري، قضى 35 قتيلاً جراء حوادث السير، وهذا الرقم مخيف في عامٍ يشهد حجراً منزلياً وانخفاضاً في التنقلات وغياب السياحة والحياة الليلية. ويتوقّع إبرهيم ارتفاع هذا العدد في الفترة المقبلة. بالإضافة إلى أنّ الناس يعيشون وضعاً اجتماعياً واقتصادياً صعباً، ويجعلهم عصبيّين ومتوتّرين ولن يهتمّوا في أمورٍ كتغيير إطار السيارة، ولن ينظروا إليها وكأنّها مخاطر، فالمخاطر بالنسبة إليهم هي عدم تأمين الغذاء والدواء لعائلاتهم في هذه الظروف.

هذه الأسباب جميعها تؤثّر سلباً على السلامة العامة، لا بل على العكس، في أزمة اقتصادية مماثِلة في العالم، تنخفض حوادث السير، ويرتفع وقوع الحوادث مع ارتفاع نسبة التنقل بالأميال، إذ كلّما قطع الشخص مسافات أكثر كلّما كان معرّضاً للحوادث أكثر. بينما لا يستخدم اللبناني، اليوم، سيارته مقارنةً بالسابق كالخروج في رحلات للترفيه وسواها، وأصبح الناس يستقلّون السيارات للمشاوير الضرورية مع قليلٍ من الترفيه إذا ما وُجد، ورغم ذلك نشهد حوادث.

وعن الاستعاضة بالإطارات المستعمَلة بدلاً من الجديدة، يعتبر ابرهيم أنّه يمكن أن يتبيّن مدى صلاحية هذا الإطار عبر فحص عدة أشياء فيه، إنما لا يُعتبر “نصف حلّ” لمَن هو غير قادر على شراء إطارٍ جديد، فعدم قدرته على شرائه يعني أنّ الخطر أصبح واقعاً. فالإطار المستعمَل، مع نوعية الزفت في طرقاتنا والشتاء أو الثلوج أو أي ظرف بيئي سيّئ، لا يلبّي كما يجب. فمع وجود إطارات جيدة وفرامل قوية، تصبح إمكانية إيقاف السيارة والتحكم بها في الظروف السيئة على الطرقات، أقوى وأعلى، إذ بدلاً من أن يقف على بُعد 20 متراً من السيارة التي أمامه سيصل إلى 30 متراً أو أكثر، وهذا يعني وقوع حادث.

ضرورة التنبّه إلى مخاطر عدم الصيانة

نحن اليوم في وضعٍ اقتصادي صعب، والناس غير قادرين على دفع مبالغ باهظة لتغيير الإطارات، ولا بديل لهم من استعمال سياراتهم في ظل غياب النقل المشترك، وهم مضطرّون إلى أن يستخدموها رغم سوء حالة إطاراتها. وفي هذه الحال، يقول ابرهيم إنّ أفضل حلّ هو القيادة على مهل، وعلى السائق ألّا يغيب عن ذهنه أبداً أّن سيارته غير مُصانة وأنّ ذلك يشكّل خطراً على سلامته وسلامة مَن حوله من السائقين على الطريق، وأن يلتزم بقوانين السير وإشارات المرور، فمخاطر عدم صيانة سيارته ترتّب عليه الانتباه خصوصاً عندما تمطر وفي الظروف البيئية الأخرى. ومن المهم ألّا يُستخدَم الإطار لمدة أكثر من 3 أو 4 سنوات، فلكلّ إطارٍ تاريخ صلاحية ولا يتعلق الأمر فقط بكثرة استهلاكه، ومن الضروري جداً ألّا يبحث الشخص عمّا هو أرخص لأنّ ذلك يشكّل خطراً أكبر عليه إذا كان الإطار غير صالح.

ويلفت إلى أنّ ما هو أخطر أيضاً، هو أنّ جميع إشارات المرور في بيروت الكبرى ستتوقف حتماً مع ابتداء الشتاء، ما سيزيد من احتمالية وقوع حوادث إضافية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!