ساحات الجنوب صامدة منذ ١٧ تشرين.. والناشطون يؤكدون كسر حاجز الخوف في وجه السلطة ورموزها

 

صدى وادي التيم – لبنانيات

يتفق المكون الصامد في انتفاضة 17 تشرين التي هبت قبل عام في لبنان والجنوب تحديدا ، انها كسرت حاجز الخوف وقالت باعلى صوت ما كان يقال بالهمس والانتقاد المنمق المدوزن، مسجلة للمرة الاولى احتجاجات بهذا الحجم رافضة للتسلط والفساد والقمع والرموز السياسية، حيث دخلت ثورة الغضب الى كل بيت في الاسبوع الاول للانتفاضة بما فيها بيوت الزعماء وكاد المشهد يحدث تحولا سياسيا حقيقيا.
سجل المنتفضون جنوبا تميزا في المواجهات ورفع مستواها في وجه قوى السلطة المتمثلة بحركة امل و ا ل ح ز ب  تحديدا والحزب التقدمي الاشتراكي – وتيار المستقبل وحلفائهم، ابتداء من صور التي كانت شرارة الرفض وصولا الى بنت جبيل والنبطية وحاصبيا وصيدا والزهراني، وقد دفع هؤلاء المنتفضون الذين جاؤوا من مشارب سياسية مختلفة ابرزهم اليساريين الحاليين والسابقين، فاتورة تلك المواجهة على مدى شهور وتعرض العديد منهم للاعتداء والضرب على ايد محسوبين على هذه القوى وأحراق خيمهم وبعثرتها مرات عدة، لكنها وبعد مرور سنة كاملة على الانتفاضة وعلى الرغم من “تسرب” الكثيرين منها بقيت هذه الخيم التي نصبت في ابرز النقاط (ساحة العلم في صور، دوار ايليا في صيدا،ساحة السراي الشهابية وسوق الخان في حاصبيا، دوار كفرمان وساحة سراي النبطية) كشاهد على التحدي.

زخم هذه الانتفاضة التي وحدها العلم اللبناني سادها خفوت واضح في الاشهر المنصرمة وخصوصا مع بدء تفشي وباء كورونا وزيادة الاعباء الحياتية على المنتفضين انفسهم ونشوء خلافات فيما بينهم حول سقوف العمل والاولويات من جهة وتماسك قوى السلطة الممسكة بكل مفاصل حياة المواطنين في كل القطاعات واللعب على الوتر المذهبي واستحضار لغة العمالة واتهام المنتفضين بتلقي الاموال من سفارات . وعشية احياء الذكرى السنوية للانتفاضة التي تصادف غدا السبت يجدد المنتفضون في ساحات صور وحاصبيا والنبطية وكفرمان التمسك بمباديء الانتفاضة والمضي فيها على الرغم من تباين مكوناتها فيما يخص الادوار والاولويات وحتى الشعارات.
يشدد الناشط المستقل حسين عطايا لـ”جنوبية” في حراك صور انه “رغم كل الصعوبات والمعوقات فأن حراك صور المميز قد كسر حاجز الخوف الذي كان يفرض على الصوريين الاعتراض على الثنائي حركة امل – وا ل ح ز ب  وزحف الناس الى ساحة العلم في صور والشوارع والساحات الاخرى”. ورأى ان “أشياء كثيرة تحققت، ففرضت استقالة الحكومة تحت الضغط الشعبي ،وتبني المنظومة الحاكمة شعارات الثورة،وكشف مكامن الفساد”. وتابع أن “رفض الناس للثنائية الشيعية ومنظومة الفساد باكملها هو شيء مهم جدا ،مضيفا مهما كان العدد قليلا على الارض،ولكن في المقابل هناك عشرات الالوف يتبنون مطالب المنتفضين ويلتزمون منازلهم خوفا على مصالحم ولقمة عيشهم”.
وقال عطايا: “نعم خف وهج الانتفاضة  لكنها ما زالت مستمرة،ومن  المشاكل التي اعاقتها أنانيتنا الحزبية والشخصية،وعدم تمكننا خلال سنة تشكيل هيئات تنسيقية بكل المناطق وارتهان بعض المجموعات لاحزاب السلطة “ا ل ح ز ب  “وكذلك التعديات على الافراد والخيم والتهديد بلقمة العيش”.

فيما يستعد المنتفضون في منطقة حاصبيا غدا للمشاركة في احياء ذكرى الانتفاضة في بيروت كغيرهم من ساحات الانتفاضة في لبنان،

تشير الناشطة سنا بدوي لـ”جنوبية” الى ان “الانتفاضة اليوم باتت ملحة اكثر من 17 تشرين الماضي بعدما وصل الدولار الى تسعة الاف ليرة وللعجب فان الناس في بيوتها لم تتحرك”. وتضيف ان “زخم الانتفاضة في منطقة حاصبيا – مرجعيون ما زال قائما وحتى الخيمة التي نصبناها في ساحة السراي الشهابية موجودة الى الان كتعبير رمزي عن تمسكنا بالمضي في الانتفاضة ومحاربة الفساد والمفسدين وزرع روح الثورة في نفوس الناس وكسر وهدم جدران الصمت التي كانت تخيم على مناطق الجنوب”. وأكدت أن “الظروف الحياتية والاجتماعية للمنتفضين الذين هم جزء من ابناء هذا الوطن قد قيدت حركتهم فكثير منهم لا يستطيع تأمين بدل الانتقال للمشاركة في انشطة الانتفاضة”.

جنوبية – حسين سعد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى