هل لبنان بمواجهة الموجة الثانية من الارهاب؟
سلسلة المواجهات التي جرت خلال الأسابيع الأخيرة مع المجموعات الإرهابية في غير منطقة من لبنان، تؤشر إلى احتمال وجود موجة جديدة من العنف الإرهابي قد تضرب لبنان وذلك بالتزامن مع الموجة الثانية من تفشي فيروس كورونا المحتملة مع بدء الخريف… ويصاحب هاتين الموجتين تصاعد الموجة الثانية من تصاعد سعر صرف الدولار بالنسبة لليرة اللبنانية. وكل هذه الموجات الثانية القاتلة صحيًا ومعيشيًا وأمنيًا تهدد الوطن والمواطن في ظل أنّ المعالجات السياسية والصحية، عدا الأمنية ، لا تزال في حالة تراجع إلى الوراء.
.وبخصوص موجة الإرهاب الثانية التي بدأت تتصاعد، تتوقف مصادر مراقبة عن عدة معطيات هامة:
أولًا– خلال احد اجتماعات المجلس الأعلى للدفاع قبل نحو أربعة أسابيع، طرحت معطيات تفيد بأن لبنان قادم على موجة إرهابية خطرة. وبعض مراجع الحكم في لبنان أبلغت الأجهزة الأمنية اللبنانية ان لديها معلومات وتحليل يفيد أن ما يحدث من صدامات مع ارهابيين هاربين من سوريا أو خارجين من السجون، ليست صدامات فردية ومنقطعة عن خطة شاملة تتعلق ببدء تحرك تنظيمات إرهابية في لبنان .
ثانيًا – منذ بدايات هذا العام كان هناك تقدير استخباراتي لدى المستوى الرسمي الأمني في لبنان يحذر من ان الوضع في منطقة إدلب في سوريا يتحرك عسكريا او سياسيا باتجاه قد يخلق حالة هجرة من قبل بعض الارهابيين المعولمين والسوريين الموجودين هناك باتجاه الأراضي اللبنانية . وهؤلاء قد يتخذون من لبنان ملاذًا انتقاليًا لهم أو انّهم قد ينفذون فوق الساحة اللبنانية عمليات إنتقامية من الدول والأطراف التي ساهمت بشكل من الأشكال في إخراجهم من منطقة إدلب. والسؤال اليوم هل فعلا بدأت موجة هجرة ارهابيين من إدلب إلى لبنان؟
ثالثًا – وسط المعلومات التي تؤشر إلى عودة ظهور د ا ع ش في مناطق من العراق وسوريا وعبر بعض العمليات في دول العالم، ووسط عودة أوراق الصّراع الإقليمي والدولي للتفاعل سلبًا في المنطقة، فإنّ كلّ هذا المسار سيحتم العودة لاستخدام الرسائل الإرهابية التي يتم تبادلها بين غير طرف في العالم وفي المنطقة، عبر صندوق بريد د ا ع ش الاسود. ومن الطبيعي أن يكون لبنان جزءا من الساحات التي ستصاب بسهام رسائل الصراع الإقليمي والدولي من خلال عصا الإرهاب.