الخليل : أقالة الموظفين حادثة مؤلمة ومؤسفة لم يشهد لها لبنان في تاريخ الادارة العامة

 

شهد الاسبوع الحالي حادثة مؤلمة ومؤسفة لم يشهد لها لبنان في تاريخ الادارة العامة، وتنبئ عن ماقد يكون مخططا لهذا الوطن من فريق سياسي واسع الحظور يدعي حرصه على لبنان وعلى الدستور وعلى القيم الاخلاقية التي يجب ان تتوقر في المسؤولين .
وزير التربية الوطنية يقوم بعمل اداري عادي جدا في ادارته من حيث ابدال سيدة تعمل بالتكليف في وظيفتها بأخرى تقوم بالعمل اصولا وليس بالتكليف. ويُبقي على الموظفة الاولى مثبتة في وظيفتها الاصلية .
هذا العمل الاداري البسيط
والمطلوب حقا من ان نخفف في الادارة موضوع التكليف بالوظيفة قدر الامكان لعدم جواز تفشّي هذه الظاهرة في ادارتنا ،يُقابَل بحركة ذكرتني بكلمة “بلطجية” شاع استعمالها ايام الانقلاب الذي حدث على الرئيس المصري السابق مبارك حيث امتطى بعض الخارجين عن القانون جِمالاً وحملوا الهراوات وامعنوا ضربا بالعزّل من الانقلابيين آنذاك .
أما ماحدث عندنا أن بلطجيا من نوابنا الكرام قرر ، كردّة فعل على قرار وزير التربية ، ان يشنّ حملة صليبية تحت شعار “ياغيرة الدين” ويطالب علنا وبلا حياء ان يهب مسؤولو حركته السياسية بالانتقام الفوري من الموظفين الدروز في الادارة اينما كانوا والمحسوبين على الخط السياسي للوزير مروان حمادة .
فكان من جراء ذلك اقالة موظفين هما من اكثر الموظفين في الادارة كفاءة والتزاما بعملهم ورقيّاً في سلوكيتهم الوظيفية ونظافة كف مشهوداً لهما: هما السيد نزار هاني الذي اقيل من عمله كمدير لمحمية ارز الشوف الخاضعة لوزارة البيئة والسيد رجا العلي مدير وحدة الدراسات في شركة كهرباء لبنان الخاضعة لوصاية وزارة الطاقة .
اذكر هذا العمل المشين الذي سببه هذا النائب المفتري والمتسلح بسلاح العصبية الطائفية التي استعملها كوقود للاجراءات التي اتخذت بحق هذين الموظفين الشريفين ، انما يفتح الباب امام تساؤلات عديدة ليس اقلها : هل نريد ان نعود الى شرعة الغاب والتنظيف العرقي الذي سببه هذا النائب دون ان يرف جفنٌ للوزراء المسؤولين ودون ان يعلم بانه يهدم صرح واسس الادارة اللبنانية بمثل هذا التصرف المعيب .
واسأل اين يقف رئيس هذا التكتل الذي قاد مسؤولوه حربا شعواء يندى لها الجبين .
اتكلم ليس بصفتي الطائفية على الاطلاق ولكن بمسؤولية وطنية كاملة وكوزير سابق للاصلاح الاداري ، وكنائب حالي للأمة اللبنانية فأقول :
ويل والف ويل لوطن يتواجد فيه فريق سياسي كبير يشجع على هدم ماتبقى من ادارة تحت راية طائفية سياسية بغيظة لاتزال تنخر في صلب الكيان وفي كل جزء من الادارة . اقول :
كفى مانشهده من خروج عن الدستور وهدم لكل مقومات الادارة وتسلط على مقدّرات الامة الادارية والسياسية وارجعوا الى طريق الوحدة والثوابت الوطنية وابعدوا عن لبنان شبح الحرب الاهلية لاسمح الله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى