للمرّة الأولى منذ حرب تموز.. كفرشوبا تُحرّر 30 دونما من أراضي تلالها

صدى وادي التيم-لبنانيات/

هل يؤسس تحرير 30 دونماً من أراضي تلال كفرشوبا لتحرير باقي الأراضي المحتلة، ومنها قرية الغجر؟

ما حصل عند بركة بعثائيل يثبت أنّ عزيمة أبناء القرى هي الأقوى، إذ بإرادتهم حرّروا 30 دونماً من التلال، والعين على الباقي، فهل نحن أمام مرحلة تحرير جديدة أبطالها الأهالي أنفسهم وبدعم كبير من الجيش اللبناني؟ ماذا حصل عند بركة بعثائيل في تلال كفرشوبا؟

العدو الإسرائيلي لم يستطع منع عمل الجرافة التي استقدمتها بلدية كفرشوبا لتحرير 30 دونماً من أراضي تلال البلدة، التي تقع وفق فريق وحدة الهندسة في الجيش اللبناني داخل الأراضي اللبنانية المحرّرة، فجرفت الأسلاك والسواتر الترابية، وفتحت الطرقات التي تصل إلى مزارع شبعا، من ضمنها طريق معبّد بطول 200 متر من منطقة بعثائيل إلى منطقة عزرائيل حتى مزارع شبعا.

ربّما تكون المرّة الأولى منذ حرب تموز 2006 التي تحرّر فيها بلدية أراضيها المحتلة، وبحسب ما قال رئيس البلدية قاسم القادري «ربّ ضارة نافعة». فمنذ حزيران الفائت وجرافات العدو الاسرائيلي تعمل على قضم الأراضي وتغيير معالم المنطقة قرب بركة بعثائيل داخل ما يسمّى خط الانسحاب، وهذا الإعتداء المتواصل هو من حفّز بلدية كفرشوبا على تحرير أكثر من 30 دونماً احتلها الاسرائيلي عنوة، تقع ضمن الأراضي اللبنانية المحررة، ومنع الأهالي من استثمارها، بل عمد وفق القادري «إلى التلاعب بما يعرف بخط الانسحاب بما بخدم مصالحه».

يوم الاربعاء رفع الاسرائيلي سواتر اسمنتية قرب خط الانسحاب في خطوة اعتبرها أهالي كفرشوبا «إستفزازية»، ما حمّس البلدية على الردّ بخطوة «جريئة»، بالإقدام على جرف كل التعدّيات وتحرير أراضيها، وهو ما عدّه القادري «إنجازاً مهمّاً للبلدية، بفتح طرقات الاراضي من دون أي اضطرابات، فالاسرائيلي لم يجرؤ حتى على رمي قنبلة دخانية، بل أنجزت الجرافة عملها وأتمت مهمتها».

فاجأت خطوة البلدية الرأي العام الداخلي، وحتى الاسرائيلي الذي لم يقدم على أي ردّ فعل، على عكس ما شهدته مزرعة بسطرة قبل أسبوع من اطلاق القنابل الدخانية والمسيّلة للدموع، في اتجاه الاعلاميين والنائب قاسم هاشم. يقول القادري «إنّ الظروف ملائمة لتحرير مزيد من الأراضي، في ظل الأزمة الداخلية في اسرائيل، وتمرد مئات الضبّاط على حكومة بنيامين نتنياهو».

لا خلاف على لبنانية مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، فهي منطقة لبنانية، كل أراضيها مسجّلة ويملك أهاليها صكوكاً عقارية، وهي خاضعة للقرار 425 وليس للقرار 242، وبالتالي الخلاف على لبنانيتها «ليس في محله»، يقول القادري ويرى «أنّ الفرصة اليوم مؤاتية لانتزاع حدودنا اذا كان لدينا موقف موحّد». ويضيف «للأسف هناك من يربط مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، بالجولان المحتل، وهذا خطأ فادح، يعطي العدو ذريعة ليستمر باحتلال أراضينا»

على عين الاسرائيليين، كانت جرافة كفرشوبا تعمل، على شق الطرقات الترابية وربطها بعضها ببعض، تحت نظر جنود الجيش اللبناني وقوات الطوارئ الدولية، فهذا الطريق يختصر المسافة على أهالي كفرشوبا ومزارعيها. قبل عام 2000 كان المزارعون يسلكونه نحو مزارع شبعا لقطاف الزيتون، فزيتون المزارع من أجود الأنواع تبعاً للقادري، الا أنّه وبعد التحرير منع الاسرائيلي الأهالي من قطف المحاصيل. لا شك في أنّ ما جرى في تلال كفرشوبا مهمّ جداً، ويؤسس لمرحلة جديدة من تاريخ الصراع مع الاسرائيلي، بل يمدّ الأهالي «بجرعة» شجاعة اضافية لتحرير المزيد، وفق ما يقول القادري وقد بدأت أعمال استصلاح الأراضي التي تم تحريرها تمهيداً لاستثمارها، وزرع محيط بركة بعثائيل بالأشجار. ويلفت إلى أنّ وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية وعده بتعبيد الطرقات المحرّرة من كفرشوبا نحو طرقات بعثائيل وعزرائيل. ويطمح بالاستثمار السياحي فيها، «فالمنطقة تعدّ الأجمل، وتخضع لنظام بيئي مميّز، وتصلح لتصبح جنّة سياحية وهذا ما سنعمل عليه، لتعزيز الحركة السياحية داخل المنطقة، ونأمل أن يفي وزير الأشغال بوعده بتعبيد الطرقات الترابية المحرّرة».

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى