“التّسولُ” عبرَ الإنترنت: مهنةٌ جديدةٌ في زمن الانهيار..!

صدى وادي التيم – لبنانيات /

نوعٌ جديدٌ من التّسول، بات ينشطُ، يتمثّل بالتّسول عبر الإنترنت، حيثُ أنّ “التّسول الالكتروني”، أو internet begging, وهو جذب يقوم البعض بطلب المال، مُتذرّعًا بالتهجير القسريٍّ أو الحاجة الماسّة للدّواء، أو عدم القدرة على دفع أقساط المنزل، ويأتي هذا الأمرُ مُرفقًا بصورٍ مأساويّةٍ ومقاطع فيديو، تُبثُّ من قِبل المُتسوّلين، ليؤكّدوا صحّة هذه الظّاهرة الطّارئة على المشهد اللبنانيّ.

منصّة tiktok هي الأكثر نشاطًا في هذا الاطار، نظرًا لما تُوفّرهُ لمستخدميها من إمكانية استثمار المقاطع المُصوّرة والصُّور وسواها، في ظلّ كثرةِ زُوّار هذا الموقع، حيثُ أنّ الأكبر الأعمّ من المستثمرين في هذه الظاهرة باتوا يعتبرونها تجارةً”ربّيحة” بامتياز، ويعود السّبب في ذلك إلى الموجة الإلكترونية التي تعصِف بالعالم ولبنان، والتي جعلت من الكونِ قريةً، عطفًا عن غياب الرّقابة ودور الأهل، والأطفال هم من أكثر المستخدمين والفاعلين، وهذا ما يترك أثرًا كبيرًا عليهم، وهو مشروع تدميريٌّ بامتياز للدّور الاجتماعي للطّفل، والذي يورّطهُ في ثقافة الرّبح السّريع أو التّسول السريع، مع فقدان الرّغبة في تشكيل الصداقات واللعب والتّرفيه ضمن الجماعة، وفق ما تؤكّد الخبيرة الاجتماعيّة والنفسيّة غنوى يونس،  وقد يؤدّي تراكم هذه الظاهرة، لاضطراباتٍ سلوكيّةٍ كبرى في هذا الاطار.

إمتهانُ التّسول الاكتروني سواءً كان عمدًا، أم وقعَ فيه المرءُ ضحيّةَ الواقع الاجتماعي والاقتصادي والنّفسي الصّعب، هو دليلٌ واضحٌ على عمقِ الهوّةِ، بين حقيقة ما يجب أن يكون عليه شبابُ هذه البلاد، الذي كُتب عليهم أن يكونوا مشروعَ مهاجرينَ أم مبتكرينَ لطرقٍ جديدةٍ، بحثًا عن حياة.

زياد العسل –  الأفضل نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى