البروفسور مخباط: لم نعد قادرين على احتواء الفايروس وما بقى في بلد لنسكرو

صدى وادي التيم – طب وصحة

أكد الإختصاصي في الأمراض الجرثومية البروفسور جاك مخباط أنّه كان يتوقع الوصول إلى مرحلة تفشي فيروس كورونا، “إلا أننا لم نكن نتوقع الانفجار الذي أنهك القطاع الصحي بشكل كبير”، مشيراً إلى أنه كان يتوقع “ارتفاعاً في حالات كورونا والسبب يعود إلى غياب الانضباط وعدم الالتزام بالإرشادات الوقاية وعدم ارتداء الكمامة وغسل اليدين”.
ورأى في حديث لصحيفة “النهار”، أنّ “ما يجري أخطر من ذلك حيث نشهد على تجمعات كبيرة وحفلات وأعراس لننتقل من مرحلة تفشٍ جزئي إلى مرحلة تفشٍ كامل للفيروس. وعليه، يصعب احتواء الفيروس في الوقت الحاضر، وأملنا الوحيد في اقناع الناس بالالتزام بالتدابير والاجراءات، فإما يقتنعون أو سنشهد على مزيد من الحالات فالكارثة”!وعن اقفال البلد في ظل هذه الظروف، شدد مخباط على أنه يستحيل إقفال البلد، “ما بقى في بلد لنسكرو والناس تأذّت بما فيه الكفاية”. ولذلك، حذر من أنّ “السيناريو الكارثي الذي قد نصل إليه في حال بقي مسار كورونا إلى ارتفاع، أن نشهد على فرز للأشخاص والمرضى، حيث نختار بين الشخص الذي نعالجه ويدخل إلى المستشفى وبين الشخص الذي لا نعالجه.”، مضيفاً: “هذا ما يقلقني اليوم، أن نختبر ما قد اختبرته ايطاليا في المرحلة الأولى من انتشار الفيروس لديها. وحقيقة أنا خائف جداً من الوضع الذي قد نكون مقبلين عليه”.
واعتبر مخباط أنّ “على وزارتيّ الصحة والداخلية اتخاذ الإجراءات الصارمة واللازمة لمعاقبة المخالفين من جهة، وعلى الناس أن تتحلى بالمسؤولية والوعي لردع هذه الكارثة الصحية التي قد نصل إليها”. وقال: “ما نراه اليوم أشبه بالخيال “التجمعات والسهرات والحفلات على مصراعيها”، حتى أنني اتصادم مع الناس وأختلف معهم عندما أطلب منهم ارتداء الكمامات. الناس لا تعي خطورة الوعي “الناس بلا وعي”، والدولة غائبة في تطبيق القانون. فكيف نتوقع من الناس أن يطبقوا القانون في ظل غياب أي محاسبة أو عقاب من الدولة”؟
وتابع: “نحن نعيش مرحلة صعبة ودقيقة وعلى الناس أن تتحلى بالمسؤولية، وأن لا تعيش ازدواجية في التعامل مع الفيروس، فمن جهة تتهافت الناس إلى المختبرات لإجراء فحص كورونا خوفاً من الاصابة، وفي المقابل لا تتخذ الحد الدنى من اجراءات الوقاية. لذلك أقول لهم “عدم التعرض للخطر والتجمعات وزحمة الناس والالتزام بالوقاية أفضل من 100 فحص كورونا من دون وقاية في المقابل”.
وختم مخباط حديثه بالتوجه برسالة إلى اللبنانيين، قائلاً: “أطلب من الناس وأتوسل إليهم الالتزام بالارشادات وارتداء الكمامة وغسل اليدين والحفاظ على التباعد الاجتماعي لأنها السبيل الوحيد للوقاية والتخفيف من عبء هذه الكارثة الصحية. أما الدولة، فلقد فقدت أملي بها، ولا أظن في الوقت الحاضر أن الدولة قادرة ان تقوم بأبسط مهامها وتطبيق القانون. ومشكلتنا اليوم أن الناس لم يعد لديها ثقة بالدولة، وبالتالي على الناس إما تحمل مسؤولياتهم أو نحن أمام كارثة”.

المصدر: النهار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى