أُقفل باب المزاح… «الوعي» وإلا «المقبرة»! 

صدى وادي التيم – لبنانيات

 

“لا إقفال”… هذا هو التوجّه الرسمي للبنان رُغم ارتفاع عدد الإصابات اليومي بفيروس “كورونا” والكلام عن سلالة جديدة أشد فتكًا من تلك التي كانت تُسجّل خلال الأسابيع والاشهر الماضية.

قرار الـ”لا إقفال” يدل على أنّ المسؤولية باتت بشقّها الأكبر على الشّعب اللبناني ومسؤولية كلّ فردٍ تجاه نفسه وعائلته والمحيطين به. الرسميون يستبعدون فرضية الإقفال مجددًا، رغم اتخاذ بعض الإجراءات المشددة، وذلك لاعتبارات كثيرة أهمّها الإعتبار الإقتصادي للأعمال والتجارة التي أقفل كثير منها بشكل نهائي بفعل إقفال “التعبئة العامة” وأزمة الدّولار اللذين ترافقا خلال الأشهر الاولى لأزمة كورونا. وكذلك الامر بالنسبة لمطار رفيق الحريري الدّولي، والذي يُعتبر “مُتنفسًا” للبنان يسمح بدخول العملة الصّعبة والتي يحتاج إليها لبنان كحاجته للأوكسجين في الأيام الرّاهنة…

الوعي ثمّ الوعي ولا شيء غير الوعي، هذا ما ينبغي على المواطنين الإلتزام به لتجنّب الفيروس الخبيث، والذي يفتك بضحاياه على اختلاف أعمارهم، وإن كانت نسبة الوفيات الاعلى هي للمسنين أو الذين يعانون من امراض مستعصية، إلا أنّ الفيروس سجّل حالات “فتك” ليست بقليلة لأناس لا يعانون من أي أمراض، بل حتّى لا يتعاطون الدّخان أو “الأركيلة”…

الكمامة لم تعد اختيارًا بعد اليوم، بل صارت ضرورة وقائية لعوائلنا ومحيطنا وأنفسنا ولأحبائنا، ولم يعد عدم “إرتدائها” مزحة أو أمرًا هينًا، بل باتت لنا حاجة ملحّة، والإستغناء عنها قد يعني الفتك بمن حولنا بأقل تقدير… جميعنا يعلم القدرة الإقتصادية المعدومة للبنان والإنهيار الإقتصادي الذي يعانيه، وما يترتّب على ذلك من ارتدادت على الواقع الصّحي للبلاد، إذ إنّ التهاون في أمر “كورونا” سيؤدّي إلى انهيار كامل للقطاع الصحي وقد تصبح بيروت “ميلانو الشّرق الأوسط” ويترامى الشيب والشباب على أعتاب المستشفيات دون أن يجدوا سريرًا يأويهم، وقد نصل إلى مرحلة يربح فيها الأصغر سنًا معركة الفوز بآلة التنفس أمام من هو أكبر منه سنًّا، وقد نصل لمرحلة قد يضطر بها الأطباء إلى نزع آلات التنفس عن البعض ونقلها للبعض الآخر…

الوعي ثمّ الوعي، وإلا الكارثة وأي كارثة!

المصدر : الهديل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى