من أرشيف سلام الراسي: “ناس للتدمير وناس للتعمير”

 

صدى وادي التيم – ثقافة /

في كتابهِ “الناس أجناس” لشيخ الأدب الشعبي اللبناني…سلام الراسي…
وردت مُقاربة له، تحاكي الوضع السياسي في لبنان بعد إنتهاء الحرب الأهلية في تسعينيات القرن الماضي وتأليف حكومة إنقاذ وطني حينها…
علًق سلام الراسي وقتها على هذا الحدث، حيث قال:
يحكى أن السلطان عبد الحميد الثاني العثماني طلب، يوماً أن يؤتى إليه بمهندس موثوق بعلمه وأمانته، وجيء إليه بمهندس أرمني، فعهد إليه بهدم إحدى السرايات القديمة وإنشاء سرايا جديدة في مكانها…
بعد الإنتهاء من تشييد هذه السرايا، إستدعاه السلطان وقال له: عندما كنت تهدم السرايا القديمة، كُنتَ تستخدم عمالاً من فئة معينة بأسماء معينة، ولما بدأت بناء السرايا الجديدة، أحضرت عُمالاً من فئة أُخرى بأسماء أُخرى، فلماذا إستبدلت عمالاً بعمال آخرين…
قال المهندس الأرمني: “ناس للتدمير وناس للتعمير”…
ومن يصلح للتدمير لا يصلح للتعمير…
قيل إن عبد الحميد، أُعجب بحكمة المهندس الأرمني وعينه وزيراً…
سلام الراسي… الذي أُشتهر بفطنته وبُعد نظره… يختم مقاربته حينها…قائلاً: نحن نقول لحكومة الإنقاذ الوطني…”لا تسويات وأنصاف حلول” بعد الآن.
ولا يجوز أن يتولى الذين “دمروا لبنان إعادة تعميره”. لأن من يصلح للتدمير لا يصلح للتعمير.

رحم الله سلام الراسي الذي تنبأ بمأساة لبنان السياسية المستمرة من سنوات طويلة والحبل على الجرار
إلى ما شاء الله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى