هل تنجح روسيا بمهمّة التطبيع السوري-الاسرائيلي؟

صدى وادي التيم – أخبار العالم العربي/

تتسارع التطورات السياسية في الشرق الأوسط والعالم بما يوحي أنّ الدول تسعى للإفادة من المرحلة التي يريد فيها الرئيس الأميركي جو بايدن تحقيق ما يمكن من إنجازات في أول مئة يوم من حكمه.

 

وهذا يظهر من خلال مسار العودة إلى كل الاتفاقات التي خرج منها ترامب (اتفاق المناخ ومنظمة الصحة العالمية وغيرها) وقيادة ما يُسمّى “العالم الحُرّ” مجددا مثلما قال الرئيس البريطاني بوريس جونسون، فضلاً عن إعادة المواجهة السابقة بين أميركا من جهة والصين وروسيا من جهة أخرى، إلى سابق عهدها.

 

إلى ذلك، يسعى بايدن لخلق نوع من الدينامية الجديدة حول الاتفاق النووي الإيراني لا تظهره ضعيفاً لكنّه مربك حتى الآن بسبب تصعيد الموقف الايراني المربك أيضاً في ظل التخطيط لإمكان تخفيف العقوبات على إيران والعودة إلى الاتفاق، توازياً مع ما تشهده سوريا من تطورات جديدة وفائقة الأهمية على صعيد المفاوضات مع إسرائيل وسط اتفاقات التطبيع التي تؤيدها إدارة بايدن وتريد استكمالها.

 

لكن الاسرائيلي يُمثّل مصالح الأميركي في المنطقة، وبالتالي تأدية روسيا دور الوسيط بين سوريا واسرائيل أمر بالغ الأهمية كونه يظهر تلاقي المصالح الأميركية-الروسية في سوريا على هذه النقطة، أي التوصل إلى أي نوع من الاتفاقات تفتح نافذة صغيرة لباب الحوار والمفاوضات بين اسرائيل والدول العربية كما حصل من تطبيعات أخيراً.

 

على الرغم من حدوث مفاوضات عديدة سابقاً بين سوريا واسرائيل لكن المختلف حالياً هو حصول هذه التطورات تزامناً مع تطبيع العلاقات بين دول خليجية وأفريقية مع الدولة العبرية، والمفارقة هذه المرة شمولها دولة ضمن ما يُسمّى “محور الممانعة”  التي ليست على تحالف مع الأميركي، على الأقّل ظاهراً.

 

أما النقطة الثانية، فهي أن الولايات المتحدة كانت وراء نجاح عملية التطبيع بين الامارات، البحرين، السودان وكوسوفو وغيرها في وقت أن روسيا هي التي تتوسط من أجل بدء هذا المسار في سوريا لأنها ممسكة بالورقة الى جانب استلامها جانب من الجهود لحل الأزمة اللبنانية بعد ابتعادها لفترة، خصوصاً لجهة اتصال هذا الملف بالأزمة السورية، لذلك يمكن لموسكو أن تستكمل مساعيها لوقف الانهيار اللبناني عبر الضغط على خلفائها.

 

في غضون ذلك، أتت عملية تبادل الأسرى بين اسرائيل وسوريا بعد فترة من تسريب تقارير عن اجتماعات بين البلدين في قاعدة حميميم برعاية روسية من اجل التوصل الى اتفاقات مبدئية حول تبادل أسرى، سارعت وقتها دمشق الى نفيها لكنها اتضح  صحّتها. ي

 

يُضاف إلى ذلك نشر تقارير في صحف اسرائيلية بعد اتمام صفقة تبادل الاسرى أن الاتفاق يشمل تزويد سوريا باللقاحات الاسرائيلية لمحاربة كورونا سارع نتنياهو لنفيها، وبالتالي هناك أمر جديد يُطبَخ في الكواليس يؤكّد أن الدول العظمى تُوحد جهودها الشرق الأوسطية لتوسيع نفوذ إسرائيل وتقويتها.

 

المؤشرات تؤكد ان روسيا تعمل جاهدة لتقليص النفوذ الايراني في سوريا وإبعاد الأخيرة عن النظام الايراني الذي اصبح يُهدّد مصالح الجميع في سوريا، ما يعني اضطرار النظام السوري لاعطاء الروسي ثمن بالمقابل في ملفات عديدة لمعرفته أنه كاد يسقط من دونه. أما الدور الايراني، فكان مفصليّاً لكن ليس بحجم الروسي.

 

فإذا نجحت روسيا بتحقيق أي نوع من التطبيع بين سوريا واسرائيل في المرحلة المقبلة، تكون ضربة عصافير بحجر.

كريم حسامي – vdl news

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى