مثل الـ”Lego”.. ماذا نعرف عن الميناء الأميركي العائم قبالة غزة؟

صدى وادي التيم – أمن وقضاء /

تشن إسرائيل على غزة حرباً منذ 5 أشهر أدت إلى تدمير مناطق واسعة بالقطاع، كما أدت إلى تفاقم الكارثة الإنسانية، حيث تحاول دول إقليمية وغربية إيصال المساعدات إلى أكبر عدد ممكن من السكان جواً في ظل تعطيل إسرائيل دخولها عن طريق البر.

إلا أن الرئيس الأميركي جو بايدن أعلن في خطاب الاتحاد يوم الخميس أن بلاده ستقدم مساعدات إنسانية للقطاع عن طريق البحر، حيث غادرت أول سفينة إلى غزة لإنشاء رصيف مؤقت لتوصيل الإمدادات الإنسانية الحيوية.

 
ماذا نعرف عنه؟
لكن ماذا نعرف عن الميناء الأميركي العائم قبالة غزة، وكيف سيتم إنشاؤه؟

فقد تلقى لواء النقل السابع بالجيش الأميركي ووحدات أخرى أوامر قبل خطاب بايدن لبناء رصيف عائم قبالة ساحل غزة لتوفير الغذاء وغيره من المساعدات التي يحتاجها بشدة سكان غزة.

والمساعدات ضرورية لأن إسرائيل فرضت قيودا صارمة على الطرق البرية المؤدية إلى غزة، مما أدى إلى تباطؤ تدفق المساعدات إلى حد كبير.

وعملية إنشاء الميناء معقدة وفق المسؤولين، حيث يشارك فيها ما يصل إلى 1000 جندي أميركي، ولن تحدث بين عشية وضحاها.

بدوره قال اللواء بالقوات الجوية بات رايدر، السكرتير الصحافي للبنتاغون، للصحافيين إن الأمر سيستغرق أسابيع حتى يتم التوصل إلى هذا الأمر، وفق ما نقلت وكالة “أسوشييتد برس”.

فيما أوضح بعض المسؤولين أن الأمر سيستغرق حوالي شهرين. وبعيداً عن التحديات اللوجستية، فإن العملية ستعتمد على تعاون إسرائيل، وهو أمر غير مضمون.

 

لماذا بناء ميناء عائم؟
في الأشهر الماضي شهدت عملية إدخال المساعدات عراقيل مستمرة بسبب عمليات التنفتيش التي ينفذها الجيش الإسرائيلي.

وكان الأمر محبطاً لإدارة بايدن، حيث تعرقلت جهودها لزيادة المساعدات لغزة بسبب العقبات التي تفرضها إسرائيل، حليفتها الوثيقة.

في الأسبوع الماضي، بدأت الولايات المتحدة عمليات إسقاط جوي للمساعدات لغزة. لكن هذا لا يمكن أن يوفر سوى قدر محدود من المساعدات وقد لا يصل إلى من يحتاجون إليها.

لذلك وجه بايدن الجيش ببناء ميناء مؤقت على ساحل غزة يمكنه استقبال السفن الكبيرة التي تحمل الغذاء والماء والدواء والملاجئ المؤقتة.

وقال بايدن إن الميناء سيمكن من زيادة هائلة في كمية المساعدات الإنسانية التي تصل إلى غزة كل يوم.

سيجمع مثل قطع الليغو

في الأثناء أوضح مسؤولو الدفاع أن لواء النقل السابع المتمركز في قاعدة لانجلي-يوستيس المشتركة في فرجينيا بدأ بالفعل في تجميع ما يسمى بمعدات اللوجستيات المشتركة على الشاطئ (JLOTS) والمراكب المائية.

والنظام يشبه بناء الليغو الضخم، وهو عبارة عن مجموعة من قطع الفولاذ بطول 12 متراً والتي يمكن ربطها معاً لتشكل رصيفاً وجسراً، حيث سيصل طول الجسر إلى حوالي 550 متراً وعرض مسارين.

في الأيام المقبلة، ستبدأ القوات الأميركية في تحميل المعدات على سفينة عسكرية كبيرة تابعة لقيادة الجسر البحري.

وستشمل المعدات القطع الفولاذية وسفن القطر الصغيرة التي يمكن أن تساعد في نقل الأشياء إلى مكانها.

في موازاة ذلك من غير المرجح أن يبدأ هذا التحميل إلا في وقت ما من الأسبوع المقبل، وبمجرد الانتهاء من ذلك، ستنطلق السفينة عبر المحيط الأطلسي وعلى متنها أعضاء من لواء النقل السابع.

كما سيشارك في المهمة عدد من الوحدات العسكرية الأخرى من الولايات المتحدة وخارجها.

بدوره قال رايدر إن القوات ستقوم ببناء رصيف بحري حيث يمكن للسفن الكبيرة تفريغ المواد الغذائية والإمدادات.

وبعد ذلك ستقوم سفن عسكرية أصغر بنقل تلك المساعدات من الرصيف العائم إلى الجسر المؤقت الذي سيتم دفعه إلى الأرض عند الشاطئ.

إلا أن بايدن لفت إلى أنه لن تكون هناك قوات أميركية على الأرض في غزة للمشاركة في المهمة، والتي من المرجح أن تشمل حلفاء آخرين ومقاولين ووكالات إغاثة.

ما هي التحديات؟
لكن السؤال الرئيسي هو عن مدى استعداد إسرائيل وما ستقوم به لدعم جهود إيصال المساعدات.

فقد كانت عمليات الإنزال الجوي الأميركية بمثابة حل غير معتاد من قبل إدارة بايدن، التي ناشدت إسرائيل منذ أشهر زيادة توصيل المساعدات إلى غزة وتوفير الوصول والحماية للشاحنات التي تحمل البضائع.

وبحسب بايدن، فإن الحكومة الإسرائيلية ستحافظ على الأمن على الميناء وتحميه، وقد تكون هناك حاجة أيضاً للسيطرة على الحشود، في حالة محاولة السكان اقتحام الميناء للحصول على الطعام الذي هم في أمس الحاجة إليه.

في حين قال المسؤولون إنهم لا يحتاجون على الأرجح إلى الأمن على الطريق البحري إلى إسرائيل، سيكون هناك حاجة إلى الحلفاء والسفن الخاصة لتوصيل المساعدات على طول الممر البحري.

ومن غير الواضح أيضاً من سيقوم بتفريغ المساعدات في الرصيف ونقلها إلى الشاطئ.

يذكر أن كثيرا من الفلسطينيين، لاسيما في الشمال المدمر، يتدافعون للحصول على الطعام من أجل البقاء على قيد الحياة.

وقالت منظمات إغاثية إنه بات من المستحيل تقريبا توصيل الإمدادات داخل معظم أنحاء غزة بسبب صعوبة التنسيق مع الجيش الإسرائيلي والأعمال العدائية المتواصلة وانهيار النظام العام.

العربية 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى