د. وليد أبو دهن : الصداع أثناء العلاقة الجنسية:  هل يعني وجود مرض عصبي في الدماغ؟

صدى وادي التيم – طب وصحة/
 يحدث عند بعض الأشخاص أحياناً صداع شديد أثناء المجامعة ويحصل هذا النوع من الصداع مع أي نوع من النشاط الجنسي (الطبيعي أو العادة السرية). ويبدأ مباشرة قبل أو بعد الوصول لحالة الذروة الجنسية (Orgasm).
ولكن عدد من يستشير الطبيب منهم حول هذه الحالة قليل بحكم الخجل وبسبب الاعتقاد السائد بانه حالة مؤقتة قد تزول قريباً و تسبب لهم القلق والإحباط وتدفعهم أحياناً نحو الامتناع من مزاولة الجنس خشية حصوله ثانية ويتميز هذا الصداع، بشعور الشخص بوجع باهت في الرأس والعنق يزيد شدة مع ارتفاع درجة التهيج الجنسي ويصل إلى أوجه عند بلوغ النشوة وأثناء القذف، فضلاً عن أنه أحياناً قد يحصل فجأة أثناء الذروة الجنسية بدون أية أعراض أولية تنذر بحدوثه ومعظم تلك الحالات حميدة لا تترابط مع أية آفات عصبية إلا أنه نادراً ما تحصل في حال وجود نزيف في الدماغ أو فالج ومن مواصفاتها الأخرى أنها قد تظهر أحياناً كألم شديد في العيون أو خلفها يكون نابضاً أو خافقاً أو ضاغطاً ويزيد مع شدة الحركة يستمر عادة الصداع لبضع دقائق ناهيك أنه قد تطول أعراضه إلى ساعات بعد بلوغ النشوة الجنسية وقد تبين أن أي نشاط جنسي يؤدي إلى النشوة كالمجانسة والإثارة الجنسية المكثفة قد يسبب هذا الصداع.
ورغم أن أسبابه لا تزال مجهولة عموماً إلا أن بعض الخبراء يعتقدون أنه يعود إلى توتر وانشداد عضلات الرقبة أثناء المجامعة وإلى ارتفاع الضغط الدموي عند بلوغ النشوة الذي يسبب توسع أوعية الدماغ ويزيد جريان الدم داخلها مما يؤدي إلى صداع شديد، في بعض تلك الحالات وقد أظهرت بعض الدراسات أيضاً أن تناول الحبوب لمنع الحمل أو بعض العقاقير التي تحتوي على مادة (بسودو أفيدرين) التي تستعمل عادة لمعالجة أعراض الزكام قد تكون أيضاً من مسبباته فضلاً أنه يحصل عادة بنسبة أعلى عند الأشخاص المعرضين للشقيقة أي الصداع النصفي Migraines.
وقد نصح الخبراء الأشخاص المصابين بتلك الحالة المنغصة استشارة أخصائي الأمراض العصبية خصوصاً عند حصول أول صداع لديهم أثناء المجامعة للتأكد من عدم إصابتهم بنزيف دموي في الدماغ أو فالج يتطلبان التشخيص السريع والمعالجة الدقيقة ويتم التشخيص عادة بإجراء رنين مغناطيسي أو أشعة مقطعية على الدماغ ونادراً تحليل كيميائي للسائل المرشوف من حول النخاع الشوكي لقياس تركيز البروتين وتحديد عدد الكريات البيضاء فيه ومواد أخرى تساعد التشخيص وأهمية هذا التشخيص لا تنحصر باستثناء مرض عصبي فحسب بل لإعادة طمأنة الشخص المصاب حول غياب أي مرض خطير لديه وتبديد قلقه وتشجيعه على مزاولة الجنس مجدداً بدون أي خوف أو هاجس لا سيما أن اقلاعه عن المجانسة قد يؤثر على الألفة والمودة مع زوجته وقد يسبب له المشاكل الزوجية والعائلية والجنسية.
المعالجة
وأما بالنسبة إلى المعالجة إذا ما اظهرت التحاليل والأشعة تعافي الشخص من أي مرض مهم فقد ترتكز على المتابعة بدون أي علاج خصوصاً أن معظم تلك الحالات تزول تلقائياً مع مرور الزمن أو باستعمال بعض المسكنات للألم مثل الاسبرين أو البروفان قبل المجامعة وأحياناً بعدها إذا ما حصل الصداع. وإذا ما فشل هذا العلاج فقد يوصف الطبيب المعالج عقاقير أخرى مثل (البروبانول) أو (الأندوميثاثين) وغيرها لوضع حد للأعراض المؤلمة وينصح بعض الخبراء باستعمال وسائل أخرى غير دوائية للوقاية من حصول الصداع أبرزها التوقف عن التهيج الجنسي قبل بلوغ الذروة أو اتباع إثارة جنسية بطيئة مع ارخاء عضلات العنق والفك أثناء المجامعة التي قد تساعد أحياناً على تفادي حصول هذا الصداع الجنسي المؤلم والمنغص والمقلق للمريض.
وعن مدى خطورة الصداع الجنسي، ان بوسع المريض معرفة ذلك بنفسه عندما يكون الألم غير خطير حينما يزول لوحده بعد نصـــف ساعة. ولكن استمراره لعدة ساعات يستدعي الذهاب الى المستشفى والتأكد بواسطة التوموغراف الكومبيوتري من عدم وجود نزيف في الدماغ.
د. وليد أبودهن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى