الفنان العريق يحيى بعلبكي متأهب دائمًا لرفع المستوى الفني

 

صدى وادي التيم – فن

الفنان العريق يحيى بعلبكي، المتأهب دائمًا في سبيل رفع شأن الفن اللبناني، فهو يمثل عراقة لبنان وتاريخه وتراثه بمسيرته التي أمتدت إلى أكثر من ثلث قرن من الزمن، حافلة وغنية بالعطاءات والاعمال الفنية، من أغاني طربية وشعبية وتراثية، مواويل وعتابا بصوته الشجي العذب عذوبة جمال لبنان ومياهه، الهادر الصلب صلابة قلعة بعلبك وصمودها، حيث نشأ واستلهم. منها عظمتها، فكانت بمثابة عنوان له في إختياره للأغاني المشبّعة بالأصالة والحنين لكل ما هو جميل من تراثنا وعاداتنا وتقاليدنا الموروثة،

فكأن به اليوم يحاكي الماضي الذي أفتقدناه بكل مكوناته وبساطته، بالتركيز أكثر على بعث هذا التراث والتمسك بالقيم والمفاهيم وذلك من خلال المدرسة التي ينتمي إليها والمعهد الموسيقي الذي أنشأه في بلدة قب إلياس- البقاع الأوسط، حيث يتضمن أستديو تسجيل بتقنيات حديثة متطورة ووسائل إعلامية بين فضائية وإذاعية وصحف ورقية لتكون نواة لخططه المبرمجة في هذا السياق.

“موقع مجلة كواليس” المواكب دائمًا لأعمال ونشاطات الفنان الصديق يحيى بعلبكي، كان أول المباركين لهذا الحدث، بزيارة ولقاء معه، حيث أسترسل في سرد مسيرته وحضوره الفني على الساحة الفنية اللبنانية وشؤون وشجون الفن عامة والنقلة النوعية له بإستحداث معهد موسيقي وتسجيل أغنيات، قائلًا:

  • أولًا، يسرني أن أرحب بكم الصحافة الكريمة “مجلة كواليس” وصاحبتها السيدة فاطمة فقيه المواكبة دائماً لأعمالي ونجاحاتي على مدى سنوات، وأنا مديون لها. وإذا جاز التحدث عن مسيرتي، فهي على مدى إمتداد الوطن العربي كافة، منذ ما يقارب الثلث قرن من الزمن، حافلة بالأعمال الفنية المتعددة في أكثر من دولة عربية وأفريقية وأوروبية، أؤدي كافة ألوان الغناء من الطرب والشعبي والتراثي والفولكلور ومهما تغربت يبقى الوطن في صميم قلبي، وهذا العلم الذي أضعه خلف مكتبي لخير دليل على إنتمائي له وما يمثل من رمز وقدسية، والعالم كله يحسد هذا الوطن ويسعى لإحتضانه أو وضع اليد عليه بأي شكل من الأشكال.
  • وهذا ما دعاني للبقاء وفيًا له، متمسكًا بكل حبة تراب، أشارك مواطنيه همومهم، أفراحهم وأتراحهم، وفي بلدتي “قب إلياس” مسقط رأسي تحديدًا. وكما نلاحظ أن البعض من الزملاء الفنانيين الذين حصدوا الشهرة والنجومية بفضل هذا الإنتماء، ومن خلال إنطلاقتهم منه، نراهم عند أول حدث أمني أو ما شابه يهرولون خارج حدود الوطن على أول رحلة طيران، ويتغنون به عن بُعد مرددين “لبنان يا قطعة سما” وغيرها من الأغاني الوطنية، وهذه قمة السذاجة، للأسف نقول ذلك. ورغم الخسارة التي مُنيت بها، وتسكير سلسلة مطاعم جراء السياسات الخاطئة والهدر والفساد وتعكير الأجواء في البلاد إقتصاديًا وأمنيًا، فلم أزل أؤمن بقيامة هذا الوطن وعودته إلى سابق عهده، أكيد بعد تغيير هذا الطاقم السياسي الذي أوصلنا إلى ما نحن عليه الآن.
  • وأعود وأكرر أنني ما زلت متمسكًا بعروبتي ووطنيتي، وحاليًا متواجد في بلدتي “قب إلياس” وشرعّت بإقامة مشروع فني ثقافي إعلامي، بإستحداث معهد فنون تابع للإتحاد الدولي للصحافة والفنون الذي يتولى فيه شقيقي الدكتور عبد الكريم بعلبكي منصب الأمين العام، ويتضمن المعهد إستديو لتسجيل الأغاني بأحدث الآلات والمعدات التقنية المتطورة والكادر الفني الذي يديره الفنان العبقري الموزع الموسيقي بوب أزهري ومعه الآخ هيثم الموسوي صهيب المعلم، والتلميذ يدخل هاويًا ويخرج محترفًا نوعًا ما. كل ذلك بالمجان.
  • إضافة لوسائل إعلامية من فضائية وإذاعية وصحف ورقية، وجّل إهتمامنا تثقيف الجيل الجديد والتثبت بالهوية اللبنانية الفنية دون سواها، مع إحترامي لباقي الفنون، لأن النمط الفني التراثي اللبناني إختفى عن الوجود، فقط الفنان وديع الصافي وصباح وفيروز هم من حملوا هوية الفن اللبناني وحافظوا عليها
    وإفساح المجال لهم تعلم الموسيقى والفنون، سيما هذه المنطقة التي تفتقر إلى هكذا نوع من المشاريع، كذلك الإهتمام بالوجوه والمواهب الفنية وتسجيل أعمالها وتأمين لها فرص عمل، كذلك تعليم الأناشيد الدينية وتجويد القرآن الكريم. لأن معظم الأغاني دون المستوى المطلوب ويعود السبب للفنان وإختياره الخاطيء وطريقته في الغناء.
  • ولا بد في هذا السياق التركيز على الموزع الذي يبقى خلف الكواليس أو الجندي المجهول في أي عمل فني. وللإنصاف فهو يقع على عاتقه الدور الأكبر في إنجاح الأغنية بقدر ما يمتلك من حس فني ورؤية وذوق وخبرة في مجال عمله، وللأسف معظم –لا بل كافة- الوسائل الإعلامية تتغاضى عن ذكر إسم الشاعر والملحن والموزع لأي عمل فني، وهذا حق مكتسب للجميع.
  • *لا بد في هذا اللقاء التكلم بإيجاز عن وريثكم الفني الإبن نسيم؟
  • نسيم يغني وهو بعمر الثامنة من عمره، لم أحاول أبدًا إظهاره للإعلام، ريثما يصبح مؤهلًا بالتمام، لأنه فنان نادر، لا بل ظاهرة بالصوت والحضور، وسيكون حالة فريدة على الساحة الفنية لأنه يؤدي كافة ألوان الغناء بإمتياز. والعتابا اللبنانية الأصلية وصولًا إلى طرب أم كلثوم. وفي الأيام القادمة وقريبًا، سأنتج له ألبوم غنائي، منها وطنية وأخرى من واقع ما نعيشه في هذا الوطن وأحداثه. وكما يهمني ولدي نسيم هكذا أعطي إهتمامًا لكل فنان موهب بالغناء. كذلك بطور التحضير عبر الأكاديمية لـ 150 مطرب ومطربة، كورال دون أية آلة موسيقية لتقديم أوبريت وأناشيد دينية وتراتيل من خلال مهرجانات عالمية.

*عن كبوة الفن وتأثره بما يجري على الساحة اللبنانية والعالمية من أحداث وكوارث قال:

لا شك الفنان يمتلك أحاسيس وهو من لحم ودم، إنما واقعة حالة فريدة تتخطى كافة العوامل والأحداث، والفن رسالة والفنان يبقى ملك الجمهور الذي يحضره ويسمعه ويأنس لصوته وجب عليه تلبية طلباته، وبالمناسبة كان هناك أغنية وطنية، تقول:
على ظهري رح شيلك يا وطني وأركض فيك
أحمل شمعة وصليلك
وحدك مابخليك..

*بختام هذا الحديث من كلمة تود نشرها؟

  • أقول للمسوؤلين إرحموا حالكن والوطن، ونحن نتدبر أمرنا لأنه سيأتي اليوم الذي لن يرحمكم… وللشعب اللبناني التحلي بالصبر.
    لا بد من حالة تغيير ستحصل عاجلًا أم أجلاً.. وللفنان الحقيقي لا تيأس، وإذا سكرت بوجهك الأبواب تفضل أنا حدًك بتصرفك.
    ولمجلة كواليس بشخص صاحبتها السيدة فاطمة فقيه التي رافقتني منذ طفولتي كل الشكر والإمتنان.

حوار رئيس التحرير فؤاد رمضان

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى